يعيش المجتمع المعاصر تحولات هائلة في مجال الإعلام، وأدت هذه التحولات في السنوات الأخيرة إلى تغيرات كبيرة في أساليب إنتاج وتوزيع وتلقي المعلومات، فقد ظهرت تقنيات وأساليب حديثة، وحديثنا اليوم يتبلور بشخصية مميزة استطاع من خلالها الجمع بين الإعلام والعمل الأكاديمي في التعليم العالي ، ودرس عدة مجالات "الدكتور عدي سلطان" من مواليد دمشق عام 1982، حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد والعلاقات الاقتصادية الدولية،التخصص الدقيق:اقتصاد المعرفة من جامعة حلب، وماجستير الدراسات العليا في إدارة التقانة، وإجازة في الاقتصاد قسم العلوم المالية والمصرفية، ودبلوم في التأهيل والتخصص في الإعلام، شغل عدة وظائف في الجهات العامة، حيث بدأ بالعمل كمدرس وعضو في الفريق الوطني لمشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم في وزارة التربية،ومديرا للشؤون المالية والإدارية في المجلس الوطني للإعلام، وحالياً رئيس تحرير ومعد ومقدم ومذيع في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ومحاضر في المعهد الدبلوماسي لوزارة الخارجية، وعضو في الهيئة التدريسية بكلية الادارة والاقتصاد في جامعة انطاكية، ومدرس ببرنامجي علوم الإدارة وماجستير إدارة الأعمال في الجامعة الافتراضية السورية. منتسب إلى الاتحاد الدولي للصحفين، وعضو في لجنة الثقافة والاعلام للمركزية في نقابة المهن المالية والمحاسبية الخاصة. اتبع العديد من الدورات التدريبية منها:أساليب الإعلام في المعهد الوطني للعلوم الامنية في عام ٢٠١٧، ودورة إعداد المدربين TOT للحصول على لقب مدرب وطني معتمد من وزارة التنمية الإدارية، ودورة إدارة حوكمة البيانات في مركز التميز السوري الهندي، بالتعاون مع وزارة الاتصالات والتقانة، والعديد من دورات الإلقاء الإذاعي والتلفزيوني في معهد الإعداد الإعلامي والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وللحديث أكثر أجرت مجلة زهرة السوسن لقاء خاص مع الدكتور سلطان للحديث والتعمق أكثر بموضوع الإعلام وأساليب تطوره ومدى تأثيره في والوقت الراهن حيث بين في بداية اللقاء أن وسائل الاعلام أصبحت في العصر الحديث ذات أهمية كبيرة، وتلعب أدوار رئيسية في عملية التواصل" الإخباري والتعليمي والتوعوي"، واليوم وسائل الإعلام مشرعة تفتح أبواب المعرفة، كما أنها باتت الوسيلة الأولى، وتجاوزت الحدود بفعل التطور التكنولوجي الحديث. وأكد أننا اليوم أمام قرية واحدة لاحدود لها سوى الحدود المعلوماتية، وإنتاج المعلومات ونشرها واستخدامها في ظل العولمة الإعلامية وعولمة المعلومة، كما أنها أضحت من بين أهم تجليات التقدم التكنولوجية الذي أنتج مجتمعات المعرفة وقدم مساهمات معرفية في شتى مجالات الحياة، سواء تعلق الامر بعلوم الامة الانسانية ام الاجتماعية وأصبح الاهتمام بالتنمية مطلب ملح وتسليط الضوء اعلاميا على القضايا التنموية الاكثر الحاحا . وأوضح أنه من الواجب علينا كإعلاميين سوريين اليوم العمل بكل طاقاتنا، وأمامنا أشواط كبيرة وتحديات يتطلب منا جميعا العمل على تخطيها من أجل مجتمع واعي بمسؤولياته يتمتع بفكر نير ويتداول المعلومات والافكار والمعارف، مجتمع له حقوق وواجبات يندمج بالعمل من أجل تنمية مستدامة. وأشار إلى أن العالم النامي على دراية بالصعوبات والتحديات البعد التنموي بالدرجة الأولى، وللإعلام دور رئيسي في توعية الانسان وضرورة التعاون مع أخيه الانسان بالمرتبة الاولى، ثم العمل على إبراز كل القضايا التنموية التي بإمكانه الارتقاء بواقع مجتمع، ولايمكن لأحد أن يجادل في الإعلام فقد بات يشكل دور محوري في قضايا التنمية، بل أضحى دورا اساسيا في التقدم المنشود من خلال إقرار البرامج ذات الصلة التنمية المستدامة ، لذلك فهو يشكل ارتباط وثيق تنموية لوحظ اهتمام دولي بالاعلام التنموي. وبالنسبة للإعلام السوري، قال الدكتور سلطان: هل الإعلام متفاعل مثلا وقادر على التفاعل وأتحدث عن الإعلام السوري كليا، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، هل هذا الاعلام قادر على التفاعل مع المعطيات والمتغيرات التي تحدث في العالم بشكل مباشر وسريع ومنطقي؟ فإذا تحدثنا وأخذنا الإعلام الاقتصادي على سبيل المثال فسوف نلاحظ أن هناك حاجه كبرى لتطوير قطاع الاعلام في سوريا، ويعود السبب الرئيسي في ذلك هو الضعف الذي يواجهه أحيانا في القدرة على التعاطي بسرعة مع المتغيرات التي تحدث في القطاع الاقتصادي، و فيما يتعلق بهموم المواطن والقدرة على التعاطي ونقل الحدث بسرعة كبيرة ومصداقية عالية، فعلى الرغم من أن الاعلام حاول أن يلقي الضوء دائما على المعطيات، والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، فإننا نجد أنه يحتاج الى التطوير و التحسين وان يكون أكثر فاعلية واكثر قدرة وان يكون على صلة أكثر بالمواطن، طبعا على الرغم من المحاولات الكثيرة للاعلام السوري لتطوير نفسه . ونوه إلى أن دور الإعلام يبرز أكثر اثناء الأزمات الاقتصادية من خلال اظهار الاسباب، وتداعياتها على المواطن لأنه مايهمه، هو كيف سيكون تأثير هذه الأزمة عليه اقتصاديا من ناحية مدخول عمله ومشاريعه المستقبلية بشرط ان يكون الإعلام ذو دور موضوعي، ودون أن يتحول الى إعلام تسويقي، كأن يضخم العناصر السلبية أو الايجابية فيخسر المصداقية، موضحا ان الاعلام اليوم يجب أن يكون له علاقه مباشرة بقضايا التنمية وخاصه في سوريا لأن التنمية لايمكن أن تتم دون مساعدة الإعلام في الأوضاع الاقتصادية والحياتية بتطوراتها، وتبدلاتها المتسارعة، وأصبحت تشكل شرائح واسعة من المجتمع السوري ان كانوا قراء او مستمعين او مشاهدين خلال الفترة الماضية، وتتمحور الرغبة في الاستعلام عن الاوضاع الاقتصادية والاحوال المعيشية وتبدلاتها وحالة الاسواق بشكل عام، وانا اتحدث هنا عن الاعلام الاقتصادي الذي سيطر على اهتمام هذه الشرائح نظرا للآثر الذي يتركه الاقتصاد على حياة المواطن، وهنا يبرز دور ومهمة مزدوجة للاعلام الاقتصادي تحديدا في ادارة الازمات الاولى الاخبارية، وتتم عن طريق متابعة اخبار الازمات الاقتصاديه والتعريف بنتائج مواجهتها ومحاولات التصدي لها وتحجيمها ومدى تطور النجاح في ذلك، ويتم عن طريق نقل المعلومات الى الجمهور بأمانة وسرعة ومصداقية واحاطته بما حدث فعلا على ارض الواقع، اما الثاني فهو استخدام الاعلام في احداث المعرفة جيدا والتشكيل الايجابي على ثقافة الفرد والمجتمع والمؤسسات، ويتضح هنا الحاجة الى اعلام اقتصادي واعلام سوري متخصص معني اساسا بمعالجة الاحداث والظواهر الاقتصادية بمختلف جوانبها. واكد أنه بناء على ماسبق نرى ان حال الاعلام الاقتصادي السوري يحتاج الكثير لانه لم يحقق الحدود المطلوبه من معايير الصحفي المهني، ويحتاج الكثير من العمل، في مجال التطوير والتدريب والتاهيل كوادر الاعلامية. الأهم من ذلك كله هو الحاجة الى إدارات اعلامية قادرة على ادارة هذه المؤسسات بكفاءة، كي تستثمر الكوادر الاعلامية ذات الكفاءة والخبرة والموجودة ضمن المؤسسات الاعلامية، خاصة في ظل غياب معايير الترقية والوظيفية ولا يخلو الامر من وجود الواسطة في التعيين ، وللادارة الاعلامية دور كبير غالبا في الاستفادة من الكوادر الاعلامية الموجودة وهذا يضع الادارات امام تحديات كبيرة في مجال تكافؤ الفرص، كما أن الادارات الاعلامية السابقة أهملت الكثير من معايي العمل الإعلامي، وهذا ادى الى اشكاليات واسعه حقيقة شهدناها خلال الفترة الماضيه من خلال ضعف التعاطي مع الاحداث بمهنية عالية. وبين د. سلطان ان الاعلام السوري يحتاج الى تطوير في القطاع الاداري تحديدا، ويحتاج الى قانون اعلام عصري حديث و دعم الاعلامين بالمعلومات حتى يصبح بمقدورهم ان يتعاملوا مع الاحداث بسرعة اكبر، وان يحللوا المعلومة ويوصلوها الى الجمهور بالطريقه الصحيحة لكي يقوم الاعلام بدوره التنموي، ونحتاج الى حقيقه تطوير كبير في القطاع الاعلامي، و الادارات التي ادت الى تراكمات سلبية كبيرة في قطاع الاعلام فهو يحتاج الى ان يمارس اتحاد الصحفيين دوره الاكبر لما يمثله من دور ضعيف جدا في دعم الصحفيين وحقوقهم وتحسين اوضاعهن بالشكل العام، ويبقى التحدي الاهم كيف تتعامل الادارات الاعلامية سواء من خلال مدراء المؤسسات الاعلامية مع الكوادر، وهذه هي النقطة الاهم، والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل الكوادر البشرية الموجودة بكفاءة عالية في المؤسسات الاعلامية، هل حلقة الثقة موجودة بينها وبين ادارة هذه المؤسسات؟ ويبقى هذا التساؤل الاهم، كيف نستفيد من هذه الكوادر بالشكل الامثل ؟ كيف نرسخ ثقافة المهنية في المؤسسات الاعلامية ؟ كيف نستفيد من هذه الكفاءات في تطوير اعلام سوري خلال هذه الفترة القادمة؟، والتركيز على الاعلام واختيار الاكفأ في الادارة هو مايواجه التحدي الاهم في الاعلام السوري. ولفت سلطان في ختام اللقاء الى ضرورة تطوير التشريعات الصحفية لاوضاع الصحفيين، و اخراجهم من حلقه القانون العاملين، وجعلهم تحت مظلة ان يكون العمل الصحفي تحت قانون الاعلام، وليس قانون العاملين رقم ٥٠ لعام ٢٠٠٤ قانون العمل الموحد.
نجاة عماد رحيم