قهرت المرض وتغلبت على الصعاب وسعادة الآخرين من سعادتها : الصيدلانية سمر الصومعي مثال القائد الإداري والمواطن النموذجي
يونس خلف.
لم تغادر فرع مؤسسة التجارة الخارجية الذي تشغل فيه مهمة مدير الفرع طيلة سنوات الحرب على سورية و قادت حملة الحياة المستمرة في هذه المؤسسة التي من أولى مهامها تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية حتى عندما قطعت داعش شرايين الحياة وعندما لم تكن الطرق سالكة سافرت إلى دمشق ونقلت الأدوية عبر طائرة اليوشن.
كانت واحدة من كوادرنا الإدارية الوطنية الذين أدركوا أن الصبر الإيجابي والتغلب على الصعاب انتصار بحد ذاته فكانت مستمرة مع العاملين في المؤسسة رغم سيطرة قسد على المؤسسة ، يليق بها مثال المواطن النموذجي والقائد الإداري المثالي ، وهي الصيدلانية التي ساوت بين آلامها من جرعات الكيماوي و آلام عدم قدرتها على مساعدة الناس وتسلحت بالإيمان وواجهت مرض السرطان و أعلنت شفاءها منه.
لم تنكسر للمرض الذي أخفته عن محبيها لتبقى صامدة وقوية أمام أهلها ومجتمعها عندما اكتشفت عام 2017 إصابتها بمرض السرطان في الرئة اليمنى ولكن بإرادة وتصميم قررت خوض تجربة العلاج الشاقة و لم تنقطع فيها رغم صعوبة العلاج عن العمل الإداري والخيري واستمرت في العلاج حتى التماثل للشفاء.
قصص النجاح التي سجلتها لم تقتصر على قهر مرض السرطان فهي لم تنكسر يوماً للمرض الذي أخفته عن محبيها لتبقى صامدة و قوية وكانت تقول للمحبين وما أكثرهم (إيماني بالشفاء كان كبيراً لكن المشكلة كانت بأن تفكيري و أنا على سرير الجرعات الكيماوية بأهلي و من يزورني في المنزل و المكتب للمساعدة و أنا غائبة و بعيدة عنهم) ، إصابتها بمرض السرطان كانت أحد الأسباب المهمة في توسع عملها الخيري حيث تبين لها أن معاناة مرضها ورؤيتها الأشخاص المريضين من حولها أثناء تلقيها العلاج زادت من عزيمتها لتقديم خدمات صحية تساعد مرضى السرطان فضاعفت جهودها لتوفير العلاج للمصابين بشكل مجاني وتخفيف العبء المادي عن الأهالي ومعاناة الوصول إلى دمشق لتلقي العلاج وتوجت ذلك بمساهمتها في تأسيس الجمعية الطبية السورية في مدينة الحسكة والتي تضم أطباء وصيادلة وتقدم الخدمات الصحية المختلفة للمراجعين بشكل مجاني وسعيها إلى توسيع دور الجمعية ونشاطها لافتتاح مراكز لمعالجة مرضى القصور الكلوي وأمراض توحد الأطفال وفاقدي الأطراف. ولذلك كله الحق مع الصيدلانية سمر الصومعي عندما استضفناها اليوم في (زهرة السوسن) أن تقول سعادة الآخرين من سعادتي.
فالسعيد فعلاً هو من يهيئ السعادة لغيره.