روّاد من جوهرة الصحراء ....(من وحي ثقافة التكريم)
عندما تجتمع الثقافة مع المواطنة والأصالة يكون نتاجها يراعاً مبدعاً يهطل من مزنته غيثاً مدراراً يروي ظمأ النفوس إلى الثقافة والمعرفة ويسلط الضوء على المتميزين في جميع المجالات فيدفع الناس للاقتداء بهم والسيرعلى نهجهم وصدد جوهرة الصحراء السورية التي تغفو على تخوم التاريخ كانت وعلى مر الدهور ولادة للنابهين والنابغين في مختلف المجالات والاعلامي سعدالله بركات غني عن التعريف، مهما ابتعد عنها بجسده فهو لايبتعد عنها بفكره، وأحدث مبادراته اللامعة ، المقال الرائع حول الرواد من أبناء بلدتي صدد والحفر في مختلف المجالات والذي تزامن نشره على موقع مجلة زهرة السوسن وجاء النشر متزامناً مع حلول عيدي الأم والمعلم فكان أعظم تكريم لكليهما ولكل أبناء هاتين البلدتين في الوطن وفي بلاد الاغتراب ومن اللافت للنظر في هذا المقال براعة التقديم الذي جاء بعبارات بليغة أدت دورها الجمالي والدلالي وأعطت الرواد حقهم فما أجمل قوله (رواد فضاء..نعم ..لكنه فضاء صحراوي استنبتوا فيه غراس علم ومعرفة) وقد جاء المقال شاملاً وافياً ذكر فيه الرواد الأوائل في كل المجالات التعليمية والثقافية وعرّفنا بالكثيرين ممن غادرونا بأجسادهم فأعاد إحياء ذكراهم العاطرة كما ذكر حملة الشهادات الجامعية في مختلف المجالات و البارزين من رجال الدين الذين انجبتهم هاتان البلدتان وسلط الضوء على الجوانب الثقافية والفنية دون أن يغفل المبادرات المجتمعية التي يقوم بها أبناء هذه البلدة بغية الدعم والمساعدة للآخرين واللافت للنظر أن المقال لم يغفل الرواد من أبناء هاتين البلدتين ممن برزوا في بلاد المهجر وقام بتسليط الضوء عليهم وقد أنصف المقال النساء الرائدات اللواتي حملن لواء العلم والمعرفة ونلن أعلى الشهادات العلمية كل الشكر والتقدير للمبادرةً والجهد, و لمجلة زهرة السوسن التي سبق ونشرت قراءة لديواني الشعري جنون حلم ، فقد أضافت تكريما لروادنا برحابة صدرها لصفحات المقال الذي حرّك في نفوسنا مشاعر الفخر والاعتزاز ببلدتنا وروّادها فنحن بأمس الحاجة وخصوصاً في هذا الوقت إلى مثل هذه تكريس ثقافة التكريم والعرفان بجهد تراكم وتوزع أثره في غير مجال.
مريم كدر