الجراح والإصابات التي لحقت بالأسر السورية خلال الحرب التي جرت لم تزدهم إلا إصرارا على إكمال مسيرة حياتهم بإيمان راسخ وعزيمة وتطلع إلى المستقبل ليستمروا بالعطاء وتقديم كل ما بوسعهم للنهوض من جديد ومتابعة ما بدأوا به وللحديث عن إحدى القامات الإعلامية اللاواتي ضحين بالغالي والنفيس لإيصال رسالتهن ،التقت "مجلة زهرة السوسن" بالشهيدة الحّية الإعلامية ومعدة البرامج سحر سمير عباس.
أعمل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون منذ عام 2008 اعلامية ومعدة برامج في قناة نور الشام الفضائية، وقناة الفضائية التربوية السورية وبعض الإذاعات حسبما أفادت به "عباس" في بداية اللقاء.
وكشفت عن شغفها وطموحها أن تعمل على إقامة شركة خاصة لدعم المواهب الشابة وتحقيق طموح الشبان من خلال برنامج مميز يصل إلى النجومية العربية والعالمية.
وقالت: إن ما جعل بي هذه الإرادة والعزيمة على العمل الدؤوب مثلي الأعلى في الحياة والديّ "أمي وأبي "، والسيدة عزة الشرع التي كان لها الفضل الأكبر بعملي، وخطواتي الأولى منذ البداية كانت معها.
وتابعت بالقول: لدي عائلة مكونة من ثمانية أخوة وأخت واحدة ،وخلال الأزمة والحرب على سورية ،استشهد أثنين من أخوتي عام 2012، واكثر موقف اثر بحياتي هو خبر استشهادهم بدقيقة واحدة ويوم واحد ،لا نستطيع إنكار أن الشهادة عز وفخر، ولكن الفراق صعب كثيرا ،والفقدان يكسر أضلع القلب والروح.
وذكرت "عباس" عندما كنت على رأس عملي بعد استشهاد اخوتي بفترة لا تتجاوز الخمسة وعشرين يوم استهدف مبنى الإذاعة والتلفزيون في الطابق الثالث كونترول قناة نور الشام بعبوة ناسفة وأصبت اصابة بالغة وبقيت تسعة أيام في مشفى المواساة فاقدة الوعي ، ونتج عنها تأثيرات على الذاكرة القريبة والبعيدة، وتصاوبت بعدة أماكن بجسدي، وإلى الآن يوجد شظايا في منطقة البطن ، وهذا يترك ندب في الروح قبل الجسد ، ولكنها لم تزيدني إلا عزيمة وإصرار لإكمال الطريق، وخاصة لإيصال ابنة أخي الشهيد لبر الأمان ،وهذه أهم الخطوات بحياتي وأعظمها ،وبالنسبة لعملي فهو يكبر اكثر عندما أرى ابنتي وابني بمكانهم الصحيح وعلمهم النافع.
أما من حيث التوفيق بين العمل والحياة الشخصية بينت أنه صعب جدا ،ولكن بوجود الوالدين تهون الصعاب ، فالأهل دائما عز وعزوة وسند لأبنائهم ،ووجودهم بقربي ومساعدتهم لي كان الداعم الأساسي في حياتي.
وبنظرة مليئة بالتفاؤل والتصميم قالت عباس:أرى نفسي سورية في المستقبل أنها ستصل إلى العالمية ،لما لها من بصمة في مجال الإعداد الإعلامي، والعمل الإعلامي السوري.
وبالنسبة لأهم الأعمال التلفزيونية التي قمت بإعدادها هي:
*وفه التجبلا
*أصحاب ورفقة
*ياسمين وجوري
*موزاييك
*صباح الشام
*صباحك خير سورية
*غذاؤك دوائك
*وعيك امانك
*لغتي لغتك
*صول
*نجمك لمع
*ضحك ولعب وجد
*ضحكات وعيد
*التفوق عنوان سوري
*سهرات
*ليلة عيد
*صحتك أمانة
* اسمعوا رندا
بالإضافة إلى عدة ندوات حوارية عن الأيام العالمية ،ومتابعات والآن أعمل على أعداد عدة برامج منها: *أوراق صباحية
*أربع وعشرون
*مانشيت
*غاليري
*تريند
*تكنولوجي
وتمنت عباس في ختام اللقاء وضع الشخص المناسب فب المكان المناسب، مبينة أن القانون يكون كالموت لا يستثني أحد ،والتعامل بمهنية بدون شخصنة أو واسطة أو حتى محسوبيات.
يذكر أن "عباس" من محافظة اللاذقية ولدت في دمشق عام 1983 ،وتدرس في كلية الحقوق في جامعة دمشق ،كما أنها حاصلة على دبلوم إعداد إعلامي ،وشهادة icdl ،وعضو في مؤسسة مبادرة ضماد الروح للدعم النفسي ، ،وحاصلة على دكتوراه فخرية، و عدة شهادات تقدير منها، وعضو في مؤسسة مبدعون من أجل وطن ،و سورية بتجمعنا.
ملك محمود