تبرز أهمية الإذاعة المحلية في تنمية المجتمع، من خلال تحديد أدوارها المختلفة في مختلف المجالات ، فأهدافها ومميزاتها تنعكس على طبيعة برامجها، وانطلاقا من كون المرأة عضوٌ في المجتمع فيجب أن تكون شريكة في إدارته وتحمل شؤونه، ففي ظل حالة النمو والتقدم التي تشهدها المجتمعات نحتاج إلى كلّ الجهود والطاقات المجتمعية، وللحديث أكثر أجرت مجلة زهرة السوسن لقاء خاصا مع مديرة قناة صوت الشباب في الإذاعة والتلفزيون عبير قاموع.
قالت "قاموع" في بداية حديثها "لزهرة السوسن": حصلت على إجازة باللغة العربية من جامعة دمشق ، وكان لدي شغف كبير بالإعلام و منذ ايام الدراسة رغبت بأن أكون مذيعة ، فكنت أقدم الاحتفالات بالمدرسة ،وشاركت بالكثير من النشاطات الاجتماعية والفنية، وكذلك الأمر في مرحلة الجامعة ،آمنت بحلمي وعملت في مجال الإعلان،" كتابة وتسجيل صوتي"، في كثير من الإذاعات الخاصة ،وخضعت لدورات تدريبية بمبنى الإذاعة والتلفزيون ،خلال عام / 2007 / وعام /2008/ ، وحققت حلمي ،واصبحت مذيعة في إذاعة دمشق العريقة، و كانت أجمل لحظات عمري ، كان لي الشرف أن أقدم مع أساتذة كبار تعلمت منهم طريقة التقديم ،واللغة وشخصية المذيع التي يجب تكون حاضرة.
وتابعت في ذات السياق كان لوالدي وأخوتي الفضل الأكبر ومصدر الدعم الحقيقي خلال مسيرتي ،والذي زاد دعمي هو إيماني بهدفي والسعي المتواصل ،بالصبر والإرادة والتدريب لتحقيقه،و الموهبة موجودة في الصوت واللغة الصحيحة ،وكذلك الثقافة بشكل عام.
وأكدت "قاموع" لقد تمكنت من تقديم كل الوقت اللازم، وتعلمت الكثير بعالم الإعلام،و كل يوم نتعلم شيء جديد ، فمن الطبيعي أن يكون عملي له الأولوية ،وخاصة أن كان العمل الذي تحبه . ولفتت إلى أنها استطاعت في وقت قصير، تقديم نشرات الأخبار ،وتقديم العديد من البرامج المنوعة و الثقافية والمسابقات ، حيث اكتسبت الخبرة ، وانتقلت إلى إذاعة صوت الشباب في عام / 2011 / ، و دخلت عالم جديد من التقديم السهل الممتنع ،وخاصة التغطية الخارجية ،وهنا تظهر قدرات المذيع بالنقل المباشر مع الناس، والأحداث والنشاطات والحفلات والمهرجانات ،مبينة أن أهم نقطة هي سرعة التصرف والجهوزية التامة، لأي طارئ ،ويجب أن يكون المذيع جاهز دائما.
وبالنسبة لي فقد تعرضت لمواقف كثيرة كان أصعبها اللقاءات التي أجريتها مع أهالي الشهداء ففي لحظات من هول الحزن والألم انهمرت دموعنا على الهواء مباشرة ،رحم الله كل شهداء سورية ، التقيت مع الكثير من الناس ،وأجمل اللحظات تشعر بها عندما يمنحك المستمعون التقدير بعملك ويتفاعلون معك ،ويحبون صوتك الإذاعي، وهذه ميزة المذيع الناجح ، ويصبح لديك عشرة مع الناس من خلال البرامج والتواصل الخاص والجميل.
وكشفت "قاموع" أنه على الرغم من تطور السوشال ميديا فأن دور الإذاعة لم يتراجع والدليل على ذلك برامج البود كاست في استديوهات الإذاعة ،وهذا أن دل على شيء يدل على مرونة الإذاعة وقدرتها على التكيف مع السوشال ميديا ،و أيضا سهولة الوصول للإذاعة أسرع من أي وسيلة إعلام أخرى ،في السيارات وأماكن العمل ،وعلى الموبايل وفي كل مكان ، فالإذاعة لا تموت.
وأوضحت أنه بالنسبة للكوادر الجديدة يجب أن تكون هناك موهبة لنبني عليها اعداد مذيع ناجح ومميز وذلك مع التدريب المتواصل ،وأهم نقطة هي الثقافة فيجب أن يتصف المذيع بعدة ميزات منها: *مثقف *سريع البديهة *حاضر الشخصية *يملك صوت جميل *مخارج حروفه سليمة مؤكدة انه لكل مجتهد نصيب ونوهت أنه فيما يخص صوت الشباب فالبرامج متنوعة ومتجددة بشكل مستمر ،وفترات الأغاني منتقاة بعناية تناسب كافة الأذواق ،وأهم ميزة في صوت الشباب هي النقل الخارجي المباشر ، والتغطيات لكل النشاطات والفعاليات.
وكشفت أنها تعيش كل يوم بيومه الآن في صوت الشباب ، وقالت: في المستقبل لا أعلم ربما سأكون بشكل جديد في عالم الإعلام "ربما".
و في الختام طلبت "قاموع" عدم الاستسهال في مهنة الإعلام ومنع دخول كوادر غير مؤهلة أبدا ،وتفتقر لأبسط مقومات المذيع ، وعلى سبيل المثال : "اوه انا أشعر بالملل إذن لاصبح مذيع !!" ، ونطالب بالدعم المادي حتى يتفرغ من يعملون في مجال الإعلام للعمل والإبداع أكثر.
ملك محمود