حكاية تفوق... هل جربت أن تجعل من حياتك وحياة أطفالك حكاية نجاح وتفوق وطموح؟
ليس ذلك بمستحيل ، ولكن ليس بلا جهد وتخطيط ، كما في حكاية أسرة د.روضان عبد اللطيف الطبيب والحقوقي (أسرة من بلدة صدد ، على كتف بادية حمص - جنوب شرق) - لكن تحدوها الثقافة ،والتفوق العلمي ، فضلاً عن مواهب إبداعية بأكثر من مجال.
مجلة زهرة السوسن، بادرت بإلقاء الضوء على تفاصيل هذه الحكاية ، وعادت وفي جعبتها الكثير مما يفيد القراء الأعزاء...
بداية من تفوق أريف ..
أريف، هنيئاً لك تفوقك ،فقد نلتي العلامة الكاملة في الإعدادية عام 2021 ، و ُكرمتِ من الأوائلفي سورية كيف حققتِ ذلك؟
أريف: شكراً لك ، وللمجلة على هذه الإستضافة لأسرتي ، إن نيلي العلامة الكاملة ليس صدفة ،إنما هو تتويج لمراحل سابقة ، فيها الكثير من الجد والاجتهاد والتعب والمتابعة، فالتفوق ليس صدفة ولحظة ، إنما هو صناعة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، فقد كنت والحمد لله متفوقة في كل الصفوف الدراسية من المرحلة الابتدائية بمدرسة دار الكتاب في دمشق والمرحلة الإعدادية في مدرسة الفجر الخاصة.
وتوجت هذا التفوق بالنتيجة التي حصلت عليها في شهادة الإعدادية... فقد كنت أبدأ بالدراسة في بداية العام الدراسي، دون أن تتراكم الدروس علي، وكانت فترة الانقطاع قبل الفحص هي تثبيت لكل معلومات العام ، والإستعداد للامتحان.
تفوقك العلمي يترافق مع موهبة إبداعية موسيقية، حيث فزتِ بريادة على مستوى القطر أيضاً ألا يتطلب ذلك جهداً أكثر...؟؟!!
أريف: لقد تفوقت بمسابقة رواد طلائع البعث لعام 2018 ، وحصلت على المركز الأول على مستوى القطر بالعزف على آلة الأورغ الغربي، وذلك نتيجة التدريب المستمر والصحيح على الآلة ،كما انتسبت لمعهد صلحي الوادي للموسيقى ، وأنا حالياً في السنة السابعة بالعزف على آلة البيانو. وإن تفوقي بالموسيقى، كان نتيجة حبي لها ،فقد كنت أهرب من ضغط الدراسة أحياناً ، للعزف على آلة البيانو فهي الملجأ الأول لي، لأني عندما أعزف أفرغ كثيراً من الضغط والتوتر في داخلي، وتمنحني بالاكتفاء والطاقة الإيجابية والسعادة شعوراً.
وبالنسبة للجهد ..فإن التفوق بالدراسة سواء العلمية أو دراسة الموسيقى، كل منهما يتطلب وقتاً وكلاهما يتطلبان جهداً مضاعفاً ولكنهما متكاملان ...
تنظيم الوقت ومواءمته .... كيف يتم؟؟
أريف : إن تنظيم الوقت هو مفتاح النجاح لأي عمل... والإنسان الذي لا يقّدر الوقت لا ينجح بأي شيء.
أما بالنسبة لي.. فكنت أنظم وقتي، وأرتب أولوياتي بحيث تكون الدراسة أولاً ، ثم الموسيقى، ثم باقي الأنشطة... والحمد لله قد نجحت.. فإن كل شيء يسير بسهولة ، وبقليل من الهدوء وضبط النفس، والالتزام والتفكير بتحقيق نتيجة جيدة في النهاية.
ماهي الظروف والعوامل التي أحاطت بجهودكِ حتى توجتِ بهذا التفوق المزدوج...؟
أريف: بداية هو طموحي، وثانياً تشجيع الأهل الذين وفروا لي جميع الظروف المناسبة للدراسة ، فقد كانوا هم أستاذة لي في بعض المواد ،حيث كانت أمي تساعدني بوضع برنامج لدراستي في فترة الانقطاع والتهيئة للامتحان، بحيث لا أشعر بالملل، ووالدي أيضاً كان مشجعاً لي في تقوية شخصيتي كي لا أخاف الامتحان ، لأنني أملك معلومات كافية وجيدة في كل المواد، وإخوتي أيضاً كانوا البلسم والملجأ من مللي وقت الدراسة، فمنهم كانت التسلية والمرح، والشيء الذي لاينسى هو فضل مدرستي علي، وأساتذتي في المدرسة الذين بذلوا كل الجهود لي ولزملائي في الصف كي نتفوق...
والحمد لله تم تكريمي بسبب هذا النجاح بمقابلة "السيدة الأولى أسماء الأسد" وقضيت بضيافتها أجمل يوم
في حياتي، وكم أتمنى أن يكرمني الله وأحصل على لقائها مرة ثانية بتفوقي في امتحانات الشهادة الثانوية.
ماذا عن مشاركتك في الفرق والفعاليات الموسيقية ؟
أريف : طبعاً لي مشاركات عديدة، وقد صقلت موهبتي و عززتها عبر العزف أمام جمهور واسع، ولاسيما مشاركتي بفعالية في / بيلاروسيا/ ، ونشاطات فرقة الطلائع حين كنت عضوة فيها..
ماهي آفاق طموحك العلمي والموسيقي ؟
أريف: بالاتجاه العلمي، أنا أرغب بدراسة الطب ، وبالاتجاه الموسيقي، أرغب بالانتساب للمعهد العالي للموسيقى ، وسأبذل جهوداً كبيرة ومضاعفة لأدرس الاختصاصين سويةً وأحقق كل ما أريد إن شاء الله..
وفي حوارنا مع الأخوين آرام وإيلينا ، لفتنا أيضاً مستوى الأداء في تحصيلهما العلمي مع تنمية الموهبة، ونيل الريادة في الموسيقى ..؟؟
قالت إيلينا: أنا في الصف السابع، ونجحت إلى الصف الثامن، ومن المتفوقين في مدرسة الفجر الخاصة، وقد حصلت على الريادة في العام الماضي على مستوى فرع دمشق بالعزف على آلة الكمان غربي، وحالياً سنة خامسة في معهد صلحي الوادي بالعزف على آلة الكمان..
وأنا وأخي آرام أعضاء في اوركسترا صلحي الوادي الشرقية ،وفي الأوركسترا المركزية لطلائع البعث فضلاً عن عضويتنا في الفرقة المرافقة لكورال مار أفرام السرياني بدمشق ، وفرقة أورنينا الموسيقية.
أضاف آرام : أنا نجحت إلى الصف الخامس ، وأدرس بمدرسة دار الكتاب الخاصة، وفي كل سنة أنال المرتبة الأولى..
أما بالنسبة لدراستي الموسيقية، أنا حالياً بالسنة الثالثة، أدرس العزف على آلة التشيللو في معهد صلحي الوادي، وقد حصلت على الريادة على مستوى فرع دمشق هذا العام بالعزف على آلة التشيللو، وأطمح بالمشاركة في المزيد من المسابقات كي أنال المراتب العليا.
وبالطبع يقف وراء هذا التفوق المزدوج، أبوان محفزان بالجد والمثال القدوة، فالدكتور روضان كما تخبرنا زوجته الصيدلانية رجاء مواس : ((تخرج من كلية طب الأسنان عام 1994 وعندما تطوع ضابطاً في الشرطة عام 2000 وجد أن عمله يتطلب معرفة بالشؤون القانونية ما دفعه إلى دراسة الحقوق.. فحاز على المرتبة الرابعة في دفعته، ونتيجة معرفته بالطب والقانون قام بتأليف كتاب "الضوابط القانونية والأخلالقية للمهن الطبية" وذلك كي يرمم النقص لبعض المعلومات القانونية لدى الكوادر الطبية والصحية والتمريضية.
وتمضي السيدة مواس موضحة : (( إن ذلك لم يحل دون متابعاته الطبية، فقد حاز على العديد من الدبلومات المصغرة عبر الانترنت ، في مواضيع الجودة الطبية ، والاستراتيجية الصحية الطبية)).
تقول السيدة رجاء: ((ذلك فضلاً عن هوايته الإبداعية في الكتابة فهو حائز على الجائزة الأولى في مسابقة نقابات أطباء الأسنان العرب التي نظمتها النقابة الأردنية بعمان بمجال القصة القصيرة بعنوان "حدث في عيادة" ،وحالياً يعمل على إصدار رواية، ومنذ أيام صدر له كتاب ثان.
وعن نفسها ، تقول الصيدلانية السيدة رجاء مواس:(( أقوم بدوري ، كأم وربة بيت ومعلمة بنفس الوقت ، متفرغة لتدريس أبنائنا ، ومتابعة أدائهم في كل لحظة ، وفي كل مجال، فأنا أكثر تواجداً معهم..
لقد ضحيت بممارسة اختصاصي وشهادتي ، وبراحتي في سبيل تفوق الأولاد وراحة زوجي المثابر في كل مجال ، وتغمرني السعادة في كل خطوة نجاح يحققها هو أو الأولاد...
متابعة وحوار: لارا هابراسو.