دكتور لؤي اللداوي من أهم أطباء واستشاريين الدم في سورية والعالم تعتبر مهنة الطب من المهن الأساسية والمهمة للحياة ويوجد العديد من الأطباء السوريين الذين برزوا في هذا المجال والذين يوضحون لنا عظمة مهنة الطب والأطباء وضمن متابعتنا للملف الطبي التقت مجلة زهرة السوسن بأهم وأكفأ أخصائي أمراض الدم الدكتور لؤي اللداوي الذي يعمل استشاري بأمراض الدم في مشفى هيرفورد ببريطانيا، وقد عاد مؤخرا للوطن وافتتح عيادته الخاصة في دمشق.
الدكتور لؤي تخرج من كلية الطب في جامعة دمشق بعام ٢٠٠٠م، ثم حصل على منحة دراسية لدراسة الدكتوراه في اليابان، وحصل على درجة الدكتوراة في أمراض الدم عام ٢٠٠٦م، كما عمل في سنغافورة كباحث وأستاذ جامعي ومن ثم انتقل عام ٢٠٠٩ إلى بريطانيا و أكمل الزمالة في أمراض الدم السريرية في مشفى انتري الجامعي في ليفربول عام ٢٠١٠م، ومن ثم عمل كاستشاري لأمراض الدم في عدة مشافي منها مشفى الملكة اليزابيث في بيرمنغهام وأخيرا في مشفى هيرفورد.
وأكد د.اللداوي أن التحاليل قبل الزواج مهمة جدا و ينصح جميع المقبلين على الزواج القيام بهذه التحاليل لمنع حدوث أمراض دم وراثية لدى الأطفال كمرض فقر الدم المنجلي و التلاسيميا، فمثلا إذا كان الأبوان يحملان فقر الدم المنجلي لن يشعرا بالمرض، و لكن عندما يتزوجان ممكن أن يصاب أحد الأطفال بالمرض و حينها يقضي حياته كلها يعاني من تمنجل الدم حيث تأخذ كرية الدم الحمراء شكل المنجل مما يفقدها المرونة و الانسيابية في أوعية الدم و بالتالي توقف وصول الدم لبعض أجهزة الجسم، وهذا بدوره يؤدي إلى ألم شديد ومع الأيام يسبب احتشاء و تموت الطحال مما يجعل المريض عرضة للانتانات، بالإضافة إلى زيادة نسبة الجلطات بشكل كبير عند هؤلاء المرضى.
وأوضح أنه بالنسبة لمرض التلاسيميا فهو نوع آخر من أمراض الدم الوراثية حيث تكمن المشكلة في أعداد السلاسل المكونه للخضاب، وهي تنقسم إلى الفا تلاسيميا حيث تكون المشكلة المرضية على حساب سلاسل الفا وبيتا تلاسيميا حيث تكون المشكلة المرضية على حساب سلاسل بيتا، و إذا كان الأب أو الأم حاملان للتلاسيميا فلن يشعرا بالمرض ولكن ان تزوجا فممكن أن ياتي الطفل مصاب بالتلاسيميا الكبرى و يحتاج إلى نقل دم متكرر مما يؤدي لزيادة نسبة الحديد في الجسم ، و بدوره الحديد الزائد يترسب في عدة أماكن من الجسم مثل القلب مما يؤدي لأمراض قلبية، والبنكرياس و ينتج عنه الداء السكري. و يمكن تشخيص التلاسيميا بيتا عن طريق تحليل رحلان الخضاب الكهربائي، أما بالنسبه للتلاسيميا الفا فهي تحتاج لفحوص جينيه لتأكيد التشخيص.
ولدينا حالة ثانية نتكلم عنها و هي انحلال الدم عند الجنين نتيجة عدم التوافق بين زمر دم الزوجين، فكما نعلم أن عامل الريزوس هو بروتين موجود على سطح الكريات الحمراء عند ٨٥٪ من البشر، و هو يحدد إذا ماكانت زمرة الدم إيجابية في حال تواجد عامل الريزوس أو سلبية في حال غيابه. و يعتبر تحليل عامل الريزوس عند الزوجين من أهم الفحوص قبل الزواج، فإذا ما كانت الأم سلبية العامل و الأب إيجابي، فهناك احتمال أن يكون الجنين إيجابي الريزوس مثل والده، و عند ولادة الولد الأول يتسرب جزء من دم الجنين لدم والدته فتقوم بتوليد أضداد ضد هذا العامل، و في الحمل التالي تعبر هذه الأضداد المشيمة (الجزء الذي يصل بين الأم و الجنين) و تؤدي لانحلال دم الجنين و موته في الرحم، و يمكن تجنب هذا عن طريق إعطاء الأم الحامل إبرة مضاد D Anti ) D) لمنع تكوين هذه الأضداد.
ومن حيث علاج أمراض الدم فقد أشار الدكتور اللداوي إلى أن علاج مرضى المنجلي هو بالأساس علاج النوبات الألمية التي غالبا ما تتطلب مسكنات قويه من فصيلة المورفينات، بالإضافة لإجراء فحوص وقائية و أخذ اللقاحات الدورة، أما بالنسبة لمرضى التلاسيميا فالعلاج الأساسي هو نقل دم متكرر مما يؤدي لزيادة نسبة الحديد في الجسم و يتطلب إعطاء المريض أدوية خالبه للحديد لخفض نسبة الحديد في الجسم.
أما بالنسبة للعلاجات الجديدة فقد أصبح بالإمكان أخذ نقي العظام من مريض المنجلي و تعديل الجينات في الخلايا الجذعيه المولده للدم و من ثم اعادتها للمريض لتقوم بتوليد دم طبيعي.
وفي ختام اللقاء وجه د.اللداوي نصيحة إلى كل إنسان بإجراء فحص الدم CBC سنويًا لمعرفة نسبه الكريات البيض والكريات الحمر والصفيحات لأن ارتفاع نسبة هذه الخلايا في الدم يمكن أن لا يكون عرضيًا و يؤدي لحدوث جلطات قد تكون قاتله و ممكن تفاديها بسهولة في حال الكشف المبكر.
نجاة عماد رحيم