2024/04/29 -
أيام على النشر

المبدعة ليلى رزوق تحاكي الطبيعة والحياة.. بمنحوتات ورسومات تترجم روحها بفن مطلق

الفنان يولد وينشأ في إطار إجتماعي معين له تذوقاته الخاصة، والحقيقة، أننا لا نستطيع عزل الفن عن البيئة، لأن كل منهما يؤثر بطريقته على الآخر، فالفنان شخص يمتاز بسرعة التقاطه وتفسيره لما التقطه، ومن جهة أخرى فهو لا يشبه الشخص العادي انطلاقا من كونه يختلف عن الآخرين بطريقة إحساسه بالجمال، والحال أن الفن هو إبداع وهو صادر عن الروح البشرية بكل أشكاله وتعبيراته الجمالية، قديما وحتى عصرنا الحاضر، فهو مهم للتعبير والتفاهم بين أطياف المجتمع بكل إتجاهاتها وأبعادها المعرفية، وهو الأساس على قيام الحضارات الإنسانية بما تمثله من إبداعا" فكريا" وجماليا" على مختلف الاتجاهات الدينية والأدبية والعقائدية التي مارستها تلك الشعوب، والفن هو الباعث دوما على القدرة الخلاقة على إبتكار الجميل والممتع الذي يعبرعن تفاعل الإنسان مع بيئته، لتقديم رؤيا جديدة سواءً كان رسما أم نحتا أم مسرحا أم موسيقى، فالابداع هو الثورة على القوالب الجاهزة والبحث المستمر عن العطاء والفاتح للآفاق والرموز لتفسيرها بشكل يلامس قلوب الآخرين.

مجلة ( زهرة السوسن) التقت بالفنانة (النحاتة والرسامة) السورية ليلى رزوق.

انا فتاة خلقت مثل كل أطفال الأرض، ولكنها تربت في بيئة غنية بالجمال والذكاء، والعلم والثقافة، والكرم والجود، والعزة والإباء، والدأب والاجتهاد.

التي هي بيئة منزلي المشابهة لكل منازل بلدتي السقيلبية، ولكل منازل وطني الحبيب سورية، وباللاشعور انغمست في هذه البيئة الرائعة، وكل إنسان خلال مسيرة حياته سوف يقدم قيمة مضافة دون أن يعلم ذلك، فإذا كانت هذه القيمة المضافة ذات اثر إيجابي، قدرها المجتمع، واذا كانت غير ذلك سوف تتلاشى كما كل الاشياء، هذا ما أفادت به رزوق في بداية حديثها.

وقالت أيضا: كانت بداياتي بين اللعب واللهو، وبين الجد والاكتشاف، عالم جديد من الحجارة والطين والصابون والشمع والجبس، يتحول بين يدي الصغيرتين الى تحف تشبه الحقيقة، من كنائس وتماثيل لرامي القرص وفينوس وصاحبة الجرة المكسورة، والمشردة الفلسطينية مع أطفالها الصغار حيث كانوا يعيشون آنذاك في ضواحي السقيلبية، وتمثال لابولو ودفني وتمثال لآلهة الخصب السورية، تماثيل كثيرة كانت تستهويني صورها الجميلة، فأقوم بنحتها واتخيل بقية التمثال كما يستطيع خيالي اليافع، ورسمت كثير من اللوحات بقلم الرصاص وقلم الفحم.

وتابعت رزوق قائلة: أن أول من شجعني هو أهلي وإخوتي، ومن ثم الأقرباء، وبعدها شجعني أهل بلدتي حيث اسهموا بمشاركتي في أول معرض فني يقام في السقيلبية، وكان عمري لم يتجاوز الثالثة عشر، وخصصوا لي ركنا خاصا لمنحوتاتي ورسوماتي، وكان تشجيعهم لي لافتا" من فيض المحبة والاهتمام والتشجيع.

وبالنسبة لما واجهته رزوق من عقبات خلال مسيرتها الفنية، أجابت: في الحقيقة انا لا أؤمن بالصعوبات، لأنني مثابرة وعندي رضى وقناعة بأن التوفيق هو من الله وحده جل جلاله، أما من ناحية المواضيع التي تشدها هو أن تظهر رفعة المرأة وسموها وتساميها.

وفيما يخص اللوحة التي تركت أثرا كبيرا في نفسها كشفت بقولها: هي لوحة للسيدة العذراء ( سيدة البشارة)، وكان قد أوصاني عليها أحد المؤمنين وفاعلي الخير، وعندما رسمت هذه اللوحة شعرت بيسر ليس له مثيل، وعندما قدمت اللوحة لصاحبها قال لي بكل ثقة: انت لم ترسمي هذه اللوحة، فرددت عليه مقسمة بالله العظيم بأنني انا التي رسمتها، فأجابني بكل خشوع: إن السيدة العذراء هي التي مسكت يدك ورسمتها، هنا شعرت بنشوة من البركة والرحمة تنعش روحي.

أما من حيث النحت أجابت رزوق: أن المنحوتة التي تركت أثرا عندي هي منحوتة آلهة ينبوع السقيلبية، وهي إمراة بزي السقيلبية الذي يشبه زي الملكات في آفاميا وتدمر، وكانت أكبر من الحجم الطبيعي بقليل، في ملتقى فنانين سوريا في مدينة حلب الشهباء، وكانت بهجة للعين والناظر لشدة جمالها، وحضر الى الملتقى الفنان والناقد الكبير نبيه قطايا (رحمه الله واسكنه فسيح جناته)، وعندما رأى منحوتتي، قال بصوت فيه من الفخر والاعتزاز ما بث بروحي السرور: "الآن آمنت بأننا نحن السوريون من نحتنا تدمر".

وفيما يخص الطموح عبرت رزوق بقولها: كان لدي طموحا ولكنه الان أصبح مستحيلا، كنت أود أن أبني صالة كبيرة جدا، لتصبح متحفا صغيرا في مدينتي السقيلبية وتضم الاعمال الفنية لكل أبناء المنطقة، لذلك أتوجه بلفت النظر إلى احد متعهدي البناء في السقيلبية إذا كان باستطاعته أن يترك الطابق الأول وليس الارضي، يبقيه على الأعمدة فقط ويتبرع كل فنان بأجمل لوحاته، ومن ثم يصبح ريع الدخول إلى هذا المتحف الصغير، لصاحب البناء حتى ولو كان رمزيا.

وتوجهت رزوق في ختام حديثها "للسوسن" بكلمة للأجيال الصاعدة قائلة: تعلموا واعملوا بكل ماتملكون من طاقة ولا تعتمدوا على أحد،فالعلم والعمل هما جوهر الحياة.

 

ملك محمود

مواضيع ذات صلة

لقاءات وحوارات

تحلق مابين النثر والرسم وتمزج بينهما بأسلوب مختلف سلمى صوفاناتي موهبة متوارثة

الجمع ما بين النثر وفن الرسم معادلة صعبة تحتاج إلى رؤيا إخراجية لأنها تجمع مابين متناقضين ، فالتحليل صفة بارزة عند الكاتب والتركيب صفة تميز الفنان، ولهذا فإن فن الكاريكاتير، يوظف الجمع بين المتناقضين بأسلوب ساخر "الأسلوب السهل الممتنع"

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

ليلى يوسف فنانة بعمر الياسمين .. تبدأ برسم سكتشات سريالية وتكشف قريباً ستكون مادة تصويرية ضخمة بعمل فني مميّز في أوروبا

الطموح هو طريق النجاح، ولكن الإستمرار هو العربة التي تسير بها عليه ،والتحدي من الصفات الإيجابية في حياة الإنسان

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

اليسار جعفر موهبة شابة واعدة في عالم الرسم

رغم صغر سنها وانطلاقاً من إصرارها على التعلم ورغبتها بتطوير مهارتها وموهبتها الفنية نجحت الشابة اليسار جعفر من صافيتا

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

الابتزاز الإلكتروني جريمة يعاقب عليها القانون والمحامي نشأت ينصح الجيل الشاب باستغلال الإنترنت بما يفيد وعدم الانجرار وراء الاغراءات

الابتزاز الإلكتروني من أهم قضايا الشارع السوري فهو عملية تهديد ،وترهيب للضحية بنشر صور، أو مواد فيلمية ،أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلالها للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

دعد الأيوبي: "حياة خلف القضبان" من أهم البرامج التي تركت بصمة جميلة وكان لي الفخر أن أكرم السجناء مع إدارة السجن

تتمتع بأدوات ولغة عالية التأثير والبصمة مكنتها من إجادة الكثير من البرامج فاكسبتها إطلالة خاصة بها تبدو بوضوح عليها عندما تطل عبر أي قالب برامجي

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية المستشار الدكتور ”خالد السلامي” في لقاء خاص لزهرة السوسن

سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام المستشار الدكتور ”خالد السلامي”.

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

مخاطر الإعلام الإلكتروني على المجتمع والحل الوحيد التوعية و"الدكتور الشعرواي" إعلام الإنترنت ينافس بقوة الوسائل الأخرى

الصحافة الإلكترونية وفي ظل التطور التكنولوجي للإعلام الرقمي وتحول الإعلام العالمي إلى ساحة رقمية لنقل الأخبار ،وتلقي المعلومات ،ولا سيما بعد أن تحولت وسائل التواصل الإجتماعي إلى مصدر أساسي للمعلومات عند شرائح المجتمع كافة

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

عمليات التجميل عمل متقن ونجاح وتميز "الدكتور نورس صافي" من أشهر أطباء الجراحة التجميلية في سورية والخارج

تحبّ المرأة الاعتناء بنفسها وبجمالها، وأغلب تركيزها على إظهار معالم أنوثتها باستخدام شتى الطرق، إن المتأمل في مسيرة فن التجميل عبر السنوات الطويلة

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

حلمها في الحياة ترك أثر لا يزول الإعلامية "مراد" خلقت النجاح بعزيمة وأصرار

النية الراسخة لتحقيق الأهداف والعزيمة والأصرار رغم حدوث المواقف الصعبة ،والغير متوقعة في بعض الأحيان قد تشكل جزء لا يتجزأ من الحياة

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

دور الإذاعة المحلية وأهميتها في تنمية المجتمع و"قاموع" تطالب بالدعم المادي بهدف تطوير الجيل الاعلامي الشاب

تبرز أهمية الإذاعة المحلية في تنمية المجتمع، من خلال تحديد أدوارها المختلفة في مختلف المجالات ، فأهدافها ومميزاتها تنعكس على طبيعة برامجها،

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

تنسج الشعر بالحب والوجع الشاعرة " ابو فخر " أسم على مسمى

شاعرة سورية ابنة محافظة السويداء تعدّ أيقونة نسائية من ايقونات الشعر ,اختلط الحرف بالعواطف فشكل منها لوحة فنية مفعمة بالمشاعر والأحاسيس ،"مجلة زهرة السوسن " التقت بالشاعرة جدعة ابو الفخر وكان لنا هذا الحوار

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

رغم ما تعرضت له من تهديد ..رسالتها .. أحقاق الحق ونصرة المظلوم "اليوسفي"من أهم المحامين في دمشق

تّسم المحاماة بالخطورة والدقة الكبيرة، فإنها مهنة مقدسة تكتسب قداستها من نصرة المظلوم، ولا بدّ أن تكون ضمن إطارها الحقيقي،

أيام على النشر

تابع أحدث التحديثات

احصل على نسختك الجديدة من المجلة
فقط قم باضافة البريد الالكتروني الخاص بك