2024/04/25 -
أيام على النشر

عبد الحكيم مرزوق :شاعر وقاص، من رحم الصحافة بقلم الإعلامي سعدالله بركات

عبد الحكيم مرزوق :شاعر وقاص، من رحم الصحافة بقلم الإعلامي سعدالله بركات

عرفته صحفيّا ، من زملاء صحيفة العروبة الحمصيّة ، يلفتك ، بهدوء محمول على مودّة ، وتواضع، تحفيزك على الكتابة ، على نحو قلّ ما يلحظ في وسط أيّ مهنة ، فما بالك في مجال الإعلام والشهرة ! بل غالبا ما تلحظ ،،خصومة الكار ،، حتى لا نقول العداوة .

تراه انغمس في هذا التحفيز ، عبر صفحة ،، أطياف ،، التي أشرف على محتواها طيلة 10سنوات ، وقد فردها أمام المواهب الشابة والواعدة ، آخذا بيدها ، ومعبدا الطريق أمامها ،فاسحا في المجال لها للتفتح والنمو، لعبق وعطاء ، بعدما كرّس وعلى مدى نحو عقدين ، بعض كتاباته لمخاطبة الشباب بآمالهم وهمومهم ،في زاوية أسبوعيّة لمجلة شبابيّة ، فإذا به مبدعا في غير مجال، وقد فاح ، ومايزال عبق نتاجه من غير صحيفة محلية وعربية ، وخاصة دوريّات اتحاد اكتاب العرب ، كما في الكتابة النقدية و الحوارات الأدبيّة والمقالات السياسية ، بينما إطلالاته في الأماسي الثقافية تتواصل على منابر رابطة الخريجين الجامعيين بحمص والمراكز الثقافية ريف ومدنا .
منذ ثمانينات القرن الماضي ، راح يراعه ، يجود بما يفرغه من شحنات داخلية، كما يقول : (( أشعر أنّني أكتب من الداخل، ودائماً أربط القصة التي أكتبها بشيء داخلي ذاتي، وأعطيها الكثير من الدفء الوجداني ، حتى تحمل شيئاً من الصدق ، وبعدها أشعر بنوع من الراحة أننّي استطعت تفريغ هذه الشحنة من خلال الكتابة )).
ولمّا كان خريج قسم الصحافة ، وباشر عمله مطالع التسعينات في القسم الثقافي في صحيفة الثورة بدمشق ، فهو يعتبر نفسه صحفيّا وحسب ،وكاتبا هاويا في الإبداع الشعري والقصصي ناف عن 70 قصة ، ذلك أنّه لم يصدرله بعد ، أيّ مجموعة قصصية أو شعرية ، ولعلّه يفعل قريبا كما وعد، تراه بعد تقاعده يتفرغ لعطاء أدبي ثرّ ، لولم تحدّ منه تداعيات الحرب ومآسيها ، التي أتت على مكتبته ونتاجه الشعري أيضا.
في عشقه الصحفيّ ، يتحدث في حواره لموقع حمص ، عن ترابط ما بين الصحافة والكتابة الأدبيّة فيقول:(( أرى أنّ هناك تقاطعات وهمية بين الصحافة والقصة القصيرة، الصحافة تتناول الحدث من الخارج وبشكل عابر وسريع، في حين أنّ القصة القصيرة عمرها أطول، تدخل إلى العمق، لأنّها تتناول القضايا والأحداث بشكل إنساني وجداني)) ، مركّزا على الرمزيّة والأمل.
وأمّا موضوعات قصصه،(( فمعظمها يعالج بحميمية العلاقة التي تربط بين شخصين، وثمّة قصص تتحدّث عن المعاناة الإنسانية، ودائماً أدخل في قصصي شيئا له علاقة بالإنسان، وعلاقاته المتشابكة والمتنوعة، والتي تجعله دائماً يقف حائراً على مفترق طرق، لكنّه بنفس الوقت يشعر أن هناك بارقة أمل، وشيء جديد ينتظره، أو حدث سوف يأتي، ويساهم في حلّ مشكلة ما تعترضه)).

 

قصة (عناق) قصيرة جدا "حين أعلنت الساعة تمام الثانية عشرة ليلاً، كانت العقارب جميعها متعانقة... وحده كان يحتضن الوسادة ويغط في نوم عميق".
تراه يحكي عن واقع الوطن العربي ، وبعض حكّامه عبر رمزيّة ساخرة كما في :

 

قصة (الديك الذي فقد ذاكرته) ، (( حين يستيقظ الديك في الصباح الباكر، وهو يصرخ كو كو كوكو كيكيكي ، وهي دعوة للاستيقاظ من النوم والصحوة لما يجري في العالم المحيط ، ولكن لا أحد يردّ على دعواته تلك ، فيسقط مغشّيا عليه ، حيث ينقل للمستشفى الحكومي الكبير لمعالجته ،تسارع محطات التلفزة لتناول الأسباب التي أدت لسقوطه ، عبر السياسات التي اتبعها ،وكبره في العمر ، وعدم قدرته على إدارة البلاد وعجزه الجنسي .. الخ )).
وتنتهي القصّة ببعض الإدهاش ، ((حيث تكشف إحدى المحطات التلفزية، أنّ وفدا من الدجاج ، قام بزيارة الى المشفى الكبير للاطمئنان على الديك المزعوم ، موضّحة أنّ عدم استيقاظ الدجاجات يعود إلى متابعتهن الحلقة الخمسين بعد الألف من مسلسل ديكاندرا)) .

 

قصة ( ديموقراطية) ، قصّة قصيرة جدا ، تحكي عن تعامل بعض الهيئات الثقافية والإعلامية مع المواهب الأدبية ، حيث تعتبر أنّ ديموقراطيتها تكمن بإخضاع تلك المواهب ، وابتزازها حتى تظهر على منابرها الإعلامية والثقافية.

 

وفي قصيدة (حبّ) : "أخبرته أنها لم تحبّ غيره وهو الحبّ الأول والأخير، الذي أشعل وهج الحبّ الجارف بشخصيته الساحرة والجذابة، التي جعلتها لا تنام أكثر الليل، وبعد أن التهبت الأكفّ من سخونة اللقاء تركها مغادراً ليستمع من أخرى كلاماً عن الحبّ و لواعجه ، ويبادلها المشاعر التي اعتاد أن يقولها للكثيرات اللواتي يتقن فنون اللهو"

مواضيع ذات صلة

أدب وثقافة

السيرة الذاتية للكاتب الإعلامي سعدالله بركات

ما بين الإذاعة والتلفزيون ، 37 عاما ويزيد ، كانت سنوات عمل وحياة ماتعة ، وقد تمازجت مع الكتابة الصحفية امتدادا بعد التقاعد ، لتجربتي على تواضعها

أيام على النشر

أدب وثقافة

أوراق سعدالله: نفحات وجدانية ..ومصداقية بوح بقلم الدكتورة الشاعرة مها قربي

قرأت أوراق " وجع سعدالله" فإذا بها نفحات وجدانية مرسلة " وبذلك وصفها أيضا د. جورج جبور في تقديمه للكتاب ص 7 " قلّبتها

أيام على النشر

أدب وثقافة

من ضفاف النيل: لعيني دمشق يغنّي الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد

لعيني دمشق أغني لعيني دمشق حنيني القديم بعمر الدهور بصدري يقيم

أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر

تابع أحدث التحديثات

احصل على نسختك الجديدة من المجلة
فقط قم باضافة البريد الالكتروني الخاص بك