2024/03/29 -
أيام على النشر

مع روايته الأولى ،، ثلاث حصيّات: د. روضان عبد اللطيف يزاوج بين الطب والقانون والأدب بقلم الإعلامي سعدالله بركات

مع روايته الأولى ،، ثلاث حصيّات: د. روضان عبد اللطيف يزاوج بين الطب والقانون والأدب بقلم الإعلامي سعدالله بركات

لم يكتف بدراسة الطبّ ، فذهب إلى الحقوق أيضا،  ليراكم  خبرة  وعلما  في ميدانين متوازيين ، قبل أن يمازج بين بحوثهما  ليبدوا متكاملين ، حين أنجز كتابيه ،،

(الضوابط القانونية والأخلاقية للمهن الطبية)، دار العرّاب 2019 و “تطوير المنشآت الصحية وترويجها” ، دار العرّاب بدمشق أيضا 2022.

بين الإنجازين ومعهما، نحا د.روضان عبد اللطيف باتجاه الإبداع الأدبي، فخطا خطوته الواعدة بقصّة قصيرة ،،حدث في عيادة ،، حاز عنها  جائزة نقابة أطباء الأسنان العرب عام 2019 ، لكنه واصل المثابرة فأبحر في لجج آفاق أدبية أوسع ، وراح يغرف من بحر المجتمع ، الذي لامس بعض مكنوناته في قصته الآنفة الذكر، حين مازج أيضا بين معطيات المهنة الطبيّة وتحديّات المجتمع وتناقضاتها.

بعيد صدور كتابه البحثي الثاني، الصيف الفائت، ومع فاتحة العام الجديد ، أطلّ د. روضان  وفي يوم أثير  (3\1)  عيد ميلاده (صدد 1971) ، بعمله الروائي  الأول (ثلاث حصيّات)  دار العرّاب دمشق،  130 صفحة من القطع العادي ،وقد حبك خيوطها وربط أحداثها  بمهنيّة متمكّن ، وأنطق شخوصها ، بلغة ثرّة ،محمولة على فكر تنويري ،تثقيفي تربوي ، ما يشي بأنه وضع قدمه على أرض صلبة ، من ثقافة وملكة لغوية تعبيرية ، مكسوّة بغايات ومرام اجتماعيّة ،لعلّها تدرأ عن الناشئة ، مخاطر التفكك والتحلل من الروابط الأسرية والأخلاقية ، وما ينطويان عليه ، من تداعيات مدمّرة  للنفس و للمجتمع.. تقول الحكاية ملخصة بأحداثها وشخوصها وعبرها : ((أراد أبو سليم أن يوزّع ،  أملاكه  على أولاده الثلاثة  ، فأعطى الصغير أكبر الحصص ، ولكنّ الأخير فارق الحياة مبكّرا ، لكثرة المصائب التي حلّت عليه ، وأولها مصيبة ابنه العاق . لم يكن الأخوان  راضيين عن التوزيع غير المتساوي ، فاختلفا مع ابن أخيهم ، تحمّل الوالد نتيجة خلافهم ، بأن قاطعوه وأهملوه ، رغم توسّط أحد كبار القرية  بينهم . استمرّت معاناة الوالد حتى حضر صديقه القديم  أبو عبدالله ، الذي أعانه على  العيش بكرامة  بقيّة حياته  ،وساعده  كذلك بتنفيذ حيلة على أبنائه ، بأن أوهمهم والدهم بأن لديه جرّة مليئة بالذهب ، وعمد إلى أن تعاينها نساؤهم ، وهي مليئة بليرات ذهبية كان قد استعارها  قصدا ، ووعدهم أنّها ستكون  - بعد وفاته - من نصيبهم مع كبير القرية.

تغيرّت  معاملتهم له وتحسّنت كثيرا ، فعاش آخر حياته  محاطا  بعناية أولاده الفائقة ، ليفاجؤوا بعد الوفاة ، بأنّ الجرّة  مليئة  بروث حيوانات ، وقد تم كسرها على رأس أكبر الأبناء ، ليقتسموها  مع كبير القرية ، وذلك حسب وصيّته التي كتبها قبل وفاته ، وأعلم صديقه أبا عبدالله بمكانها. انتبه  الأبناء بعدها إلى جسامة  ما فعلوا بأبيهم ، وطلبوا  من روحه أن تسامحهم ، وقرروا نشر قصتهم بلا خجل  لتكون  عبرة للأبناء ..والأجيال القادمة )).

ربّما يقول قائل ، أن هكذا حكاية نادرة ، او غير واقعيّة ،  نقول ليتها ليتها كذلك  ،  فلا تقع أي مجتمع ، ولكنّي أحيله إلى أخبار الحوادث  المحلية ، في عديد الصحف  والمواقع العربية والعالمية  وعن غير بلد ، ليجد قصصا  موجعة من خلافات الإخوة و الأبناء على الميراث ، وخاصة بعد وفاة المورّث ، أو المورّثة ،  هنا الحكاية جرت ،،على عينك يا بابا ،، والمؤلم أنّ مثل هذه الخلافات ، تنتهي أحيانا بما يتجاوز العقوق إلى الإجرام  المأساوي ، وليس شرطا وجود التحيّز في توزيع الميراث . قبل شهر ونيّف صادفتني مقالة صحفيّة  بعنوان ،، في طريقي إلى آخر بيوت العمر،،  باحت  بمرارة  العلقم  عن ( رجل  باع بيته كي يتبحبح ابنه الوحيد ، الذي سرعان ما يقرر مع زوجته وابنه ، إ إسكانه  في دار المسنين) تصوّروا يا رعاكم الله …والقضية ليست بطارئة ، إنما هي من قديم العصور ، ولعلّ العبرة هنا ليست للأبناء فقط ،   إنّما للأهل أيضا .. غير أن مايلفتنا بصدور رواية د.عبداللطيف ، هو طموح معطوف على مثابرة وجهد متصل ،   يحار المرء كيف يوزّعهما والوقت ، بين عمله كمدير إداري ، وبين عيادته ، وكتاباته ، وقراءاته  ، وعائلته الرائعة تفوّقا ومواهب ، فضلا عن اهتماماته بتراث البلدة ، وحضوره الاجتماعي .

مواضيع ذات صلة

أدب وثقافة

السيرة الذاتية للكاتب الإعلامي سعدالله بركات

ما بين الإذاعة والتلفزيون ، 37 عاما ويزيد ، كانت سنوات عمل وحياة ماتعة ، وقد تمازجت مع الكتابة الصحفية امتدادا بعد التقاعد ، لتجربتي على تواضعها

أيام على النشر

أدب وثقافة

أوراق سعدالله: نفحات وجدانية ..ومصداقية بوح بقلم الدكتورة الشاعرة مها قربي

قرأت أوراق " وجع سعدالله" فإذا بها نفحات وجدانية مرسلة " وبذلك وصفها أيضا د. جورج جبور في تقديمه للكتاب ص 7 " قلّبتها

أيام على النشر

أدب وثقافة

من ضفاف النيل: لعيني دمشق يغنّي الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد

لعيني دمشق أغني لعيني دمشق حنيني القديم بعمر الدهور بصدري يقيم

أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر

تابع أحدث التحديثات

احصل على نسختك الجديدة من المجلة
فقط قم باضافة البريد الالكتروني الخاص بك