2024/05/07 -
أيام على النشر

الإعلامية هناء الصالح لـ«زهرة السوسن»

الإعلام هو المدعم للسياسة والاقتصاد وبإمكانه حجب حقيقة كاملة عنك أو تضليلك أو نقل الحقيقة لك
الصحافة السورية تحتاج الكثير لتطوير عملها كمؤسسات
ولتصبح رقما صعبا ولعل الحرب جعلتها على المحك لتطور نفسها
.. هناء الصالح.. الإعلامية كاملة الأوصاف غنية عن التعريف..  كان لمجلة زهرة السوسن وقفة مطولة معها في هذا الحوار..
 
نعود إلى بداياتك حدثينا عنها؟ ولماذا اخترتي هذا المجال؟
البدايات تعود للعام ٢٠٠٠عندما تخرجت من جامعة دمشق الادب الانكليزي وقررت ان ادخل عالم الصحافة..تدربت على يدي كبيرة المراسلين في تلفزيون الدانمارك مديرة مكتب الشرق الاوسط وكنت اذهب في مهمات معها في العراق ولبنان والاردن وسوريا ومن ثم عملت مراسلة لتلفزيون الكويت كما بدأت بتقديم برامج سياسية على التلفزيون السوري لانتقل بعدها الى لندن وبروكسل وساكرامينتو في الولايات المتحدة واجري تدريبات عملية في التلفزيون والصحافة..لاستقر بعدها في دبي فيcnbc Arabia...في دبي كلنت التجربة مختلفة والعمل مع جنسيات مختلفة عربية واجنبية ووجهات نظر متعددة كانت تجربة هامة لي..حيث اختارتني الادارة البريطانية لاقدم برنامجا سياسيا على محطة اقتصادية تحت اسم (البعد الآخر) الذي يناقش القضايا العربية والدولية وكان وقتها قد فتح المجال لي ل زيارة عشرات الدول ول لقاء كبار الشخصيات السياسية والرؤساء والزعماء ولمدة ٥سنوات..عند بداية الحرب في سوريا كنت انتقلت الو دمشق الحبيبة لأبدأ رحلة جديدة ومحطة مختلفة في تلفزيون الدنيا.
 
مامفهومك الخاص للاعلام؟ وماالجديد الذي قدمته لتتميزي عن غيرك باعتبارهم رقما صعبا اليوم بين المذيعات؟
الإعلام سلاح خطير جداً..فهو انتقل من ناقل للخبر الى صانع للحدث..الاعلام في بداية الاحداث العربية كان الموجه لبوصلة هذه الاحداث ولعب دورا خطيرا في تشكيل رأي عام وفي قيادته..ونجح بشكل كبير في ذلك 
الاعلام الآن هو المدعّم للسياسة والاقتصاد وبإمكانه حجب حقيقة كاملة عنك او تضليلك او نقل الحقيقة لك وبالتالي فإان السياسات الاعلامية واهداف ممولي الاعلام هي التي تحدد مسار كل وسيلة اعلامية.
 
حدثينا عن تجربتك الإعلامية في دبي؟ وهل ساهمت الدورات التدريبية التي اتبعتها في بروكسل بكاليفورنيا بصقل موهبتك؟
 مثلا في بداية الاحداث السورية..كانت احدى المحطات القطرية تعطي الخبر العاجل قبل وقوعة بدقيقة او دقيقتين 
وفي بعض حالاته تضخمه وفي حالات اخرى تخفي حقيقة على حساب اخرى ونجحت في احداث صدمة في البداية ومن ثم اتت قنوات وطنية وقومية ومقاومة وبعضها عربي لتتحدث عن الحقائق ولتكشف الزيف شيئا فشيئا ولتكون بالشارع وبين الناس وعلى ااجبهات وهكذا اصبحت المواجهة الاعلامية اشد واشرس من المواجهة السياسية ان لم نقل بثقلها.
 
هل ساعدت برأيك وسائل للتواصل الاجتماعي في إبراز المواهب؟ وبالاخص الإعلامية؟
انا احاول ان اكون منطقية وموضوعية في نقل الخبر وفي تحليلي السياسي...ابتعد عن المبالغة او التهويل..وفي القضايا الاجتماعية او الجدلية احاول ان اكون في المنتصف لكنني لست حيادية مع بلدي وفي الحرب التي شنت عليه...لست حيادية في موضوع الشهداء والجرحى ولن اكون..وهذا واجب وطني واخلاقي واعتبرها مهمة مهنية واخلاق مهنية ايضا..ومن يكذب ويقول هنالك اعلام حيادي فهو مخطىء..ولكن يوجد فرق بين الاعلام الموضوعي والمهني وبين الاعلام المباشر الفظ السطحي الذي يفترض ان الناس ليس لهم رأي وهم مجرد متلقين وهذا أسوأ انواع الاعلام
 
مارايك بوضع الصحافة السورية  اليوم؟
التجربة الخارجية تغني خبرة الاعلامي والتعامل مع تقنيات حديثة ووجهات نظر مختلفة وتقبل الرأي الآخر كلها قضايا مهمة.
في دبي ومن خلال تغطيتي لعشرات القمم العربية والاوروببة بالاضافة الى منتديات مثل داڤوس ولقائي بشخصيات عالمية اثرى هذه التجربة وجعلني ابحث اكثر واحضر اكثر واقرأ اكثر...اما وجودي لفترة في بريطانيا وبلجيكا فكان له الاثر الهام في معرفتي للعمل المحترف ولاصول العمل الصحفي الطوعي ولفن الالقاء التلفزيوني وصناعة الخبر..
في كاليفورنيا كانت التجربة مختلفة حيث امضيت فترة ليست بقصيرة هناك وكانت ساعات العمل طويلة نوعا ما وشاقة..لكنها انعكست ايجابيا وخاصة لجهة التطور التقني ىالتعامل مع التطور الفني التلفزيوني حيث تعرفت بكبار المصورين ومسؤولي الاضاءة والمخرجين واكتسبت خبرة جديدة.
 
هل أثر زواجك على عملك؟ وكيف توفقين بين واجباتك المنزلية والعملية؟
وسائل التواصل ضرورية جدا فهي اصبحت الرفيق اليومي لنا وحتى التواصل وتبادل الافكار مع اصدقاء وخبراء وباحثين هومهم للغاية..الاعلامي يجب ان يتواصل ويتواجد دائما مع الاخرين وتبادد الاراء والنقاش وتسويق الافكار..فهو ان غاب اختفى لان الناس وبزحمة العمل لم يعد لديها الوقت الكافي لتجلس وتتابع تلفزيون واسهل طريقة طبعا ان استخدمت بالطريقة الصحيحة هي وسائل التواصل..لدي صفحة رسمية اتواصل من خلالها مع حوالي١٩٠الف شخص احبهم جميعا واكون معهم بين فترة واخرى كما انني استفيد من الاخبار والقضايا التي يطرحونها.
 
من مصدر الهامك وصلك الأعلى الذي أخذني منه الكثير؟
الصحافة السورية تحتاج الكثير لتطوير عملها كمؤسسات ولتصبح رقما صعبا ولعل الحرب جعلتها على المحك لتطور نفسها وآداءها امام الصحفيين السوريين الذين يستحقون كل اهتمام ومتابعة..فالصحفي السوري حارب بقلمه وافكاره واخباره ووطنيته التي كان لها الدور الكبير في تبيان الحقائق وخاصة في اول سننتين من الحرب..الصحفي السوري قدم الدّم من اجل قضيته وقناعته ووطنيته وعمله ومهنيته.. ولدينا جيل صحفي قادم يستحق من المؤسسة الاعلامية ومن انحاد الصحفيين الذي يجب ان يأخذ دوره كسلطة وازنة على الارض بكل الاتجاهات..                        
وبنفس الوقت اطلب المرونة في العمل الصحفي وفتح ملفات الفساد بصحافة مهنية ومسؤولة..لنفتح المجال للرأي الآخر ونناقش حتى النهاية طالما هو يحمل فكرا مسؤولا معارضاًوليس بندقية..أما الارهابي الذي قتل جندياً او أباً او طفلا او أما..يجب ان نتصدى له حتى النهاية..
الاعلام السوري يجب ان يواكب التطورات السياسية والمتغيرات التي طرأت على البلد  في توجهه اعلاما وطنيا مقاوما وفي تفصيلاته اعلاما منحازا للمواطن وقضاياه ومشاكله..منحازا للمسؤولية الاخلاقية والاجتماعية..منحازا للقضايا المحقة في ملاحقة الفاسدين وفضحهم اعلاميا..في مواكبة الاصلاح الاداري. في تواجده وبقوة في جميع الاتجاهات.
 
كيف تصفين عملك في  قناة سما السورية؟ ومامدى تأثير برنامجك نبض الشرق في المجتمع؟
برنامجي نبض الشرق على قناة سما الفضائية دخل عامه السادس بآلاف ساعات البث المباشر مع طرح قضايا الساعة العربية والدولية والاهم السورية.استطاع بضيوفه (كما اتمنى دائما)ان يحقق حضورا على الساحة الاعلامية العربية  وكان متواجدا في عدد من الدول باستضافته لشخصيات هامة علىًمستوى رؤساء وزعماء ورؤساء وزراء واستطاعت قناة سما من خلال كادرتقني  مهني مدرب ويعمل مع كادر تحريري نشيط ومتابع ان يعمل كفريق عمل متكامل وصل الى جمهور سوري وعربي واسع..من خلال متابعته الاخبارية والميدانية وبنفس الوقت برامجه الترفيهية والاجتماعية
 
عبر مجلة زهرة السوسن ماهي رسالتك للمرأة السورية؟
 
نحن مقبلون على مرحلة جديدة في سوريا اختلف فيها التعاطي وعلينا ايضاً ان نجاري جميع التطورات ونغير في آلية الخطاب حسب المرحلة الجديدة(مع البقاء على الثوابت الوطنية)،،لنفتح باب الحوار والنقاش إعلامياً لأصحاب الفكر الحرّ الديمقراطي الحقيقيوإن اختلفنا معهم في الرأي.. ولنحافظ على من ثبت وناضل وقدّم خلال هذه الحرب لنصون دماء الشهداء ولنكون مسؤولين أخلاقياً امام اهلهم.. ولنكن مساهمين بإعلامنا وافكارنا وطروحاتنا بمحاربة الفكر المتطرف الذي استخدم الدين من اجل السياسة والتخريب، ليرفع شعار الارهاب
 
مانصائح هناء الصالح لخريجات الصحافة والاعلام؟
 
انا بالاضافة لعملي اليومي وحبي له أيضا ادرب عدداَ من الكوادر من كلية الاعلام..
أحب عائلتي الصغيرة وأتابع شؤون ولديّ التوأم فارس وعاصم اللذان أرى في عينيهما مستقبل اطفال سوريا الواعد الذي يجب ان نسرّع به كي ينعم هذا الجيل بأمان واستقرار وطمأنينة عشنا فيه حين كنا صغارا وتنعمنا بأمن عندما كنا في الجامعة..سبع سنوات فقدنا فيها الكثير لكننا لم ولن نفقد الأمل..
وبما أن زوجي يعمل في العمل الاعلامي فهذا سهل علينا كثيرا من العوائق التي تحدث عادة في التعامل اليومي للأسرة..وبوجود اهلي الذين يقدمون التسهيلات الدائمة حين يحدث تقصير(ههههه وهذا يحدث كثيرا تجاه فارس وعاصم)..
اما اسرتي الكبيرة سوريا هذا البلد الحضاري التاريخي الرائع فهو بدأ بالنهوض.. بلد قدم الفن والادب والشعر والسياسة لن يستطيع الجهلة ان يدمروا الارث الكبير الذي ورثناه..نفتخر بأننا اصحاب فكر مقاوم وهذا شرف كبير لنا..سنصونه مهما كانت الاثمان.
 
ما أحلامك وخططك المستقبلية؟
للاسف اغلب الاحلام والخطط المستقبلية باتت مرهونة بانتهاء الحرب... نحنا نخطط لفترات قصيرة نتيجة الوضع الراهن..ولكن انا انصح الخريجين الجدد ان يعملوا ليتركوا بصمة في الاعلام ولتبقى هذه البصمة موجودة وبقوة من خلال المهنية والمتابعة من خلال صحافة مسؤولة وأخلاقية بنفس الوقت..
فمن كان قلمه أو فكره مأجوراً للمال أو السياسة سيبقى مرتهناً له مدى الحياة..

مواضيع ذات صلة

أدب وثقافة

السيرة الذاتية للكاتب الإعلامي سعدالله بركات

ما بين الإذاعة والتلفزيون ، 37 عاما ويزيد ، كانت سنوات عمل وحياة ماتعة ، وقد تمازجت مع الكتابة الصحفية امتدادا بعد التقاعد ، لتجربتي على تواضعها

أيام على النشر

أدب وثقافة

أوراق سعدالله: نفحات وجدانية ..ومصداقية بوح بقلم الدكتورة الشاعرة مها قربي

قرأت أوراق " وجع سعدالله" فإذا بها نفحات وجدانية مرسلة " وبذلك وصفها أيضا د. جورج جبور في تقديمه للكتاب ص 7 " قلّبتها

أيام على النشر

أدب وثقافة

من ضفاف النيل: لعيني دمشق يغنّي الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد

لعيني دمشق أغني لعيني دمشق حنيني القديم بعمر الدهور بصدري يقيم

أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر
أيام على النشر

تابع أحدث التحديثات

احصل على نسختك الجديدة من المجلة
فقط قم باضافة البريد الالكتروني الخاص بك