ندوة حوارية بعنوان "التحول الرقمي في التعليم" مع الخبير الاقتصادي أبو غزالة في جامعة دمشق
تألقت جامعة دمشق باستضافة الخبير الاقتصادي ورئيس مجموعة "أبو غزالة الدولية للاستشارات" الأستاذ الدكتور طلال أبو غزالة في ندوة حوارية حول التحول الرقمي في التعليم، و ذلك بمحاورة شيقة من قبل الاعلامية رائدة وقاف، وذلك ضمن متابعة وحضور من مجلة زهرة السوسن، وبحضور المستشارة السياسية لرئاسة الجمهورية الدكتور بثينة شعبان ووزير الاعلام الدكتور بطرس حلاق وأمين فرع الحزب بجامعة دمشق الدكتور خالد الحلبوني ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان، والسفير عماد مصطفى مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية ونواب رئيس الجامعة وأعضاء قيادة فرع الحزب بالجامعة وأعضاء من المكتب التنفيذي لطلبة سورية وحشد من عمداء الكليات وأساتذة الجامعة والطلاب. تخلل الندوة الحوارية عرض أفلام وتقارير حول السيرة الذاتية لأبو غزالة ومسيرته العلمية والعملية من إعداد كلية الإعلام بجامعة دمشق. وفي بداية حديثه عبر الدكتور أبو غزالة عن سعادته وفخره بوجوده في أقدم عاصمة في التاريخ دمسق الياسمين وفي جامعتها العريقة، و أن النشيد الوطني السوري يمثل شموخ الشعب السوري وعظمته. وقال أبوغزالة سأبدأ بالقول بأنني في هذا العمرعام وأول كورس اجتزته بالتحول الرقمي كان بعام ١٩٦٥ وتعلمت أن هناك شيء جديد قادم سيغير العالم، و استشرفت أن هناك ثورة قادمة أقوى من كل الثورات في العالم وهي ثورة المعرفة، أما الآن وبكل وضوح أمامنا خياران لا ثالث لهما كما قال أمين جامعة الدول العربية، اما الابتكار او الاندثار، والابتكار هو نتاج هذه الثورة، واليوم أصبحنا امام حاجة ماسة وسريعة اولا لتحول في التعليم كالتعلم. وأوضح أبو غزالة أن مؤسساتنا التعليمية يجب أن تشجع الطالب على الإبداع والتطوير بهدف تخرّيج شباب قادرة على خلق فرص عمل إذ يقرر الطالب دراسة التخصص الذي يبدع به، أي أنت تستطيع أن تخلق المظلة من الصين تفوقها الأخر لانها أخذت بمبدأ الابتكار، الابتكار اختراع اي شيء جديد، واي شيء جديد هو تطوير للغير موجود، وكل اختراع موجود هو أداة لتطوره وتخترع منه شيئا جديدا وبالمناسبة أنتم تعلمون أن أكبر شركة حماية الابتكار على مستوى العالم ليس فقط مستوى المنطقة، الصين تسجل سنويا ٣٠٠ ألف اختراع كل تطوير وتحديد لأي شيء في الدنيا هو الابتكار وأنا أقول أن طموحنا وثقتنا بهذه الأمة العظيمة تجعلنا ننافس العالم علنا، بالإضافة إلى أننا أنشأنا كلية وهي الأولى في العالم لا تعلم للتخرج وليس اتحاد بل تتضمن الاختراع والطالب الذي لم يخترع لا يتخرج منها. ونوه أنه في حديث مع رئيس الجامعة تم الاتفاق على إنشاء هذه الكلية "كلية طلال أبو غزالة" للابتكار والتي تستنقح أسلوب الابتكار وليس أسلوب التعلم، أي أن تصبح مخترع وأن ننشأ وحدة في الجامعة هي للتعاون بيننا وبينكم، وأقول لكم الآن يجب أن يكون لديكم الثقة والاعتزاز الوطني، بأن أول جامعة افتراضية هي الجامعة الرقمية في سورية وكانت أول جامعة تعليمية تعلم رقميا ونحن نفخر بأننا على مستوى العالم، وكنا نجري امتحانات في كل البلدان، هذا يجب أن يمنحنا الثقة بأننا قادرون ليس فقط أن نصبح مثل العالم بل ان نسعى لنكون الأفضل . ووجه أبوغزالة نداء للجامعات والمدارس والإعلام قائلا: نحن لدينا بعض التقصير بحق أنفسنا هناك الكثير منا لديهم دراية ومعرفة بان هذه الأمة هي في أساس الابتكارات، وبأن هذه الأمة قادت العالم معرفيا بقرون وكانت في الأساس أهم الاختراعات العلمية والادبية، هذه حقيقة لا نقرأها في الاعلام ولا المدارس. وعن المشاكل والصعوبات أشار إلى أنه أحد الناس سعادته تكون عندما يواجه صعوبة في المؤسسة بعض زملائي عندما يأتون إلي ويخبروني بأن لديهم مشكلة ما أقول لهم هذا خبر رائع يتفاجؤون، فالمشكلة فرصة لك لمواجهه تحدي وانتصار، وأنا أسعد أيامي عندما أواجه مشكلة، مشيرا إلى أننا أمام ثورة لا يمكن مقاومتها ونحن أمام خيارين أما أن نكون في قيادة العالم او لا نكون، ونحن من اخترعنا الرقمية عندما قام العرب اخترعوا الصفر احتقروهم الاوربين وقالوا كيف يعتبروا للصفر قيمة والصفر لا قيمة له وكذلك اختراع الكمبيوتر، نحن أمة عظيمة أمة يجب أن تستعيد ثقتها و مستقبلها. وأوضح أن العمل أون لاين هو طريقة للتعامل الرقمية وهو استعمال التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات نتواصل من خلالها عندما نقول التحول الرقمي يجب أن يدرس وأنا اصدرت كتاب، وهو موجود في الجامعة حول مفهوم التحول الرقمي وادواته و برامجه، واعتمدت بند واحد منه وهو بند التعلم والانتقال من التعليم الى التعلم واستعمال ادوات التقنية التعلم والاتصالات للتعلم بواسطتها واستعمالها للابتكار، ويجب ان يكون هدف التعليم هو التحول الرقمي "الابتكار" ليس ان نخرج متعلمين، ولكن الهدف ان يصبح هذا المتعلم مبتكرا هذا في موضوع التمييز، وكل شيء في حياتنا له معرفه . ولفت إلى أنه التقى في عدة ندوات للمعرفة متل بيل غيتس وسأله ماهو مستقبل هذا القرن الذي نحن به؟، وكانت اجابته هذا القرن سوف يحكمه الذكاء الصناعي، وهو أحد ادوات التحول الرقمي، وهذا ماسيقرر مستقبل العالم هو التحول الرقمي من خلال الابتكار والأدوات والذكاء الاصطناعي ليس فقط مخترع الروبوت، وبالمناسبة أنا عندي دراسة أن الروبوت هو أستاذ ورئيس شركة هو تغير في العالم كله واكثر ذكاء، وقدرات الذكاء، رفي الفترة القادمة سيكون هناك معركة التفوق على الروبوت، وهناك فريق الان من العلماء يبحث كيف يمنع الروبوت من أن يحكم العالم هذا ليس مجرد مزحة العملية عكسية لانك عندما تضع ذكاء في هذا الروبوت وتزيده سيصبح قادرا على ان يطور ذكاؤه وان يتصرف من ارادته وليس من ذكاءه، الروبوت سيغير حياتنا واجسامنا، ونوه انه كانت التقديرات ان الانسان سيعيش ١٥٠ سنه وفوق والترتيب الجينية من ٢٠ سنة عندما سنفحص الوحدات الجينية ماذا سيصيبك من امراض ولو نعلم ماسيعالجنا هذا ترتيب الجينات وانتم تملكون افضل كلية بهذا الاختصاص. وأردف أنه كان بمجلس المنظمة العالمية في الأمم المتحدة والى جانبه رئيس المنظمه قال حينها أن ٨٠ بالمئة من هذه الأدوية لاتعالج بل تسكن وتضطربنا نفسيا لذلك الشخص يخبرك أنه يتحسن على البنادول وشخص أخر يخبرك أنا اتحسن على الاسبرين الاثنين صادقين لإنه كل منهما جيناته تختلف عن الاخر و بالمستقبل لن يكون هناك أطباء بل خبير تقني لديه خارطة جينية عندما يصبنا الزكام يرسل الدواء الذي يناسب خارطته أضف إلى ذلك عقولنا، اي سيصبح العقل الإنساني أكثر قدرة ليصل الى قدرة الكمبيوتر، وأن يحتوي على جينات يستوعب من خلالها كامل مايمكن ان يستوعبه الكمبيوتر، وأكرر نحن أمام تغير جذري في العالم وقضية الأون لاين هي إحدى وسائل نقل المعلومة. وأكد أبو غزالة أن العالم يدفع ثمن عدم وجود نظام عالمي يحكم وينظم المواضيع الأساسية في العالم ومنها موضوع الإنترنت الذي بات أداة عالمية وفضاء ليس فيه حدود ولا ضوابط ولا محاكم لتحسم الخلافات الناشئة حوله، وعن التحديات والمخاطر التي يواجها العالم نتيجة التغيرات المناخية ورغم انعقاد 27 قمة دولية لمناقشة موضوع المناخ لم يطرأ أي تغيير على مواقف الدول جوله بسبب عدم وجود إرادة دولية لحله، مؤكدا على ضرورة وجود قوة شبابية ضاغطة لإرغام الدول على تغيير موقفها تجاه المناخ. مضيفا أنه لا يمكننا أن ننسى اغنياء الحرب، وبالنسبة لي لا قبل اي تفكير سوداوي، بل يجب ان تبحث عن الفرص الابداع والاندثار فهو الحل اذا تستطيع من خلاله ان تستغل هذه الحرب وتخرج منها منتصرا، واليوم الشباب يجب ان يكون لديهم نتاج خاص والدولة يجب ان تخطط لتنتج عوضا عن الاستيراد وذكر ابو غزالة خلال الحوار أنه في عام ٢٠٠٤ تم دعوته الى مؤتمر في الامم المتحدة بصفته كان رئيس شبكه الامم المتحدة التقنية وكان الهدف كيف ننظم ادارة الانتاج يعني انترنت، وانا شخصيا اشكر امريكا انها قدمته للعالم ولكن اصبح ادارة امريكية توجه وتؤثر على حياتنا الشخصية، ولكن صاحب هذا المشروع هو امريكا يقول هذا للنظام الانترنت في فضاء اخر ليس به فايروس ليس به لحظة و خلافات، وبالتالي انا الان او اي شخص حتى لو كان في امريكا يستطيع ان يشتم اي شخص لاني تابع لدولة اخرى ولايمكن محاكمته بالتالي اصبح مشكلة كبرى، ويمكن السيطرة عليه تقنيا، انا اقول وادعي ان الارهاب لن يتوقف مادمنا لانفرض عقوبة.
موضحا أن الصين تعتبر حالة فريدة تقدمت بطلب للمنظمة العالمية كان لها شرط عدم ربط العملة الصينية بالدولار وهي الدولة الوحيدة في العالم غير المرتبطة بالدولار فهي لهاخالة خاصة، وهذا النظام العالمي الآن كثير الخلافات لابد أن يحصل، وأن يستطيع بلد مثل سورية في ظل هذه العقوبات أن ينتصر يعتبر انجاز عالمي ولكن الحقيقة ندفع ثمن وجود عالمي مثل هذا النظام، وفي هذا المكان اقول: " كل ما الدنيا خربت واسودت كلما زاد عندنا الفرص" والدليل على ذلك الكورونا كل الدول تعطلت إلا سوريا لاننا استطعنا مسبقا أن نواجه كيفية استمرارية الاعمال والظروف الصعبة والفرص هي التي نكتشفها في الايام السوداء، وانا اقول دائما "كلما اسودت الدنيا كلما ابيضت الفرص" الموجودة وننتصر.
وفي الختام أبو غزالة رغم كل الظروف الصعبة فإن الفرص موجودة وعلينا البحث عنها واستكشافها كي ننتصر على المشاكل فهي بحد ذاتها فرصة لتحقيق النجاح و قدمت الدكتورة بثينة شعبان والدكتور محمد أسامة الجبّان في الختام درع شكر وتقدير من جامعة دمشق للدكتور طلال أبو غزالة.
نجاة رحيم
