لا تزال سورية تعاني من مخلفات الأزمة التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية، ما نتج عنها من أزمات اجتماعية واقتصادية، أدت إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز والكهرباء و ارتفاع أسعار السلع والخدمات والمواد الغذائية وهذا لا ينطبق فقط على بلدنا بل تعاني منه معظم الدول بأنحاء العالم مسببة موجة تضخم عالمية لا تزال آخذة في التفاقم، ولم يشهد العالم مثيلاً لها من قبل.
وها هي الأزمة تعصف بالمواطن السوري الذي وقف وصمد في وجه الإرهاب والحرب الكونية المفروضة على سورية من جهة، ويسعى بكل ما أوتي من قوة إلى تأمين حاجيات عائلته وأطفاله و مقاومة الحصار والوضع الاقتصادي المتردي من جهة أخرى. في حيث شهد الاقتصاد السوري قبل اندلاع الأحداث في البلاد نموا وازدهارا جيدا، ولكن بعد تعرض البلاد إلى هذه الأزمة، فهنا يجدر بنا السؤال... ؟ ما هو مصير المواطن السوري..؟ ؟، بعد تلك الحرب التي دامت قرابة الأثنى عشر عاما، فقد باتت الأغلبية تقع تحت خط الفقر، الذي أصبح حديث كل منزل وكل مكان في الوقت الراهن، ويراودنا سؤال أخر.. أين يقف الإقتصاد السوري بعد حرمانه من أهم موارده وفرض العقوبات والحصار عليه ؟... ولتسليط الضوء أكثر فقد أصبحت نسبة عالية من العائلات تنتظر من يحنو عليها ببضع أكيال من الأرز والسكر والزيت وغيرها.وهذا ما أطلق عليه مسمى "المعونات الإنسانية"، فأين أين هي الإنسانية وسط كل ما نعانيه داخليا وخارجيا، وقد صنفت سورية ضمن الدول الأشد فقرا في العالم، وبحسب برنامج الأغذية العالمي فإن 67 % من الشعب أصبحوا بحاجة إلى معونات شهرية لمواجهة الجوع والفقر. ولنقم بمقارنة ومقاربة بسيطة بالأسعار قبل وبعد الأزمة، على سبيل المثال : كانت البيضة الواحدة ب 5 ليرات أما في يومنا هذا أصبحت ب تتجاوز ال 750 ليرة، بينما الخضار حدث ولا حرج فقد كانت أسعارها صادمة للكثير من المواطنين سعر البندورة سابقا 25 ليرة بينما اليوم تتعدا حدود ال 4000 ليرة وهذا صدم الأغلبية. لماذا هذه الأسعار الجنونية لأبسط متطلبات الحياة اليومية ؟. جريدة الدبور التقت ببعض المواطنين الذين أكدوا أنهم لايستطيعون شراء كيلو بندورة واحد فهم الآن يشترونها بالحبة والحبتين، أما اللحوم فباتت من الأحلام نتيجة ارتفاع أسعارها التي فاقت الخيال. ومن المهم معالجة هذا الموضوع في ظل تدني الرواتب وتضخم الأسعار، فكيف سيستطيع المواطن أن يواجه هذا الغلاء الذي أصبح شيء يرتفع روتينيا بين لحظة وأخرى، وحديثنا الدائم إلي أين نحن ذاهبون وهل هناك خطة لتحسين الوضع الاقتصادي أو لمواجهة الغلاء ؟ ومن الجدير ذكره أن الحكومة تعمل بكل ما بوسعها لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن، وهناك عدة بشائر ستظهر في القريب العاجل ستحسن من المستوى الاقتصادي العام للبلاد أن كان من حيث الكهرباء والنفط والغلاء وغيرها، فكما كان شعار السيد الرئيس بشار الأسد "الأمل بالعمل" ونحن شعب يعمل ويصمد ويواجه كل التحديات والعقبات. و في الختام نتمنى أن يزدهر الاقتصاد السوري وتبنى بسواعد و أيدي أبنائها شعبا وجيشا وقائدا.
ريم سلمان