رغم كثرة الأطباء إلا أن لكل طبيب لمسة وأثر خاص، مسيرة نجاح خطت طريقها بالعلم والعمل، بدأ يرسم طريق النجاح خطوة خطوة ،من هنا بدأ الحلم يتلألأ، من هنا رفع اسمه كشرارة من نور، وللحديث عن أحدى قامات الطب في سورية، ولتسليط الضوء على بعض الأعمال والإنجازات الجراحية، التقت مجلة زهرة السوسن بأخصائي الجراحة العامة الدكتور أنس العظمة. تحدث الدكتور أنس العظمة عن بداية ممارسته للمهنة، وعن أهم العمليات الجراحية التي قام بها، حيث بين أنه اختص بالجراحة العامة والجراحة الصدرية، وبدأ بعملية جراحة البدانة في عام 2006، وهي عملية تحويل مسار بالتنظير، وأجريت في مشفى المواساة بدمشق، وكانت أول عملية تحويل مسار بالتنظير في سوريا، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن وأنا أمارس هذه المهنة.
وفي ذات السياق قال : أن البدانة أصبحت مرض العصر، و أصبحت اختصاص مستقل في الولايات المتحدة الأمريكية ولايجريها الطبيب إلا بعد التخرج، واختصاص عامين بهذا المجال، ومجالها واسع في الجراحات، مثل: دراسة وضع المريض ،ومراقبته، مضيفا أن جراحة البدانة غير محددة لعمر معين، وبالأخص بعد انتشار مرض البدانة في العالم كله، ووجود نسبة كبيرة من الأطفال يعانون مرض البدانة.
وتابع د العظمة : أن لجراحة البدانة عدة شروط، منها تجاوز الوزن الطبيعي، أي تناسب الطول مع الوزن فوق 30 كيلوغرام، وخاصة إذا ترافقت مع أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكر، والربو، ولا نقوم بإجراء العملية إلا بعد فحص الجسم بالكامل، مثل: مريض السكري، يجب أن يضبط السكر قبل إدخاله إلى العملية، والكليتان، والقلب والصدر، والربو، إضافة إلى فحص تنظير المعدة، مبينا وجود عدة مشاكل في المعدة مثل الفتق ٫القرحة،أو وجود جرثومة، وبعض المشاكل الاخرى، مثل: الهرمونات وفرط نشاط الغدة الدرقية والكظرية، وفي بعض الأحيان تكون البدانه بسبب فرط الغدة فنلجأ إلى العلاج الغدي المناسب.
وفيما يتعلق بأسباب حدوث البدانة فقد أوضح د العظمة وجود عدة مسببات منها: الوراثة، ونمط الحياة، ونوع الطعام،و النشاط الفيزيائي، والكسل في الحركة، وبالنسبة للرياضيين الذي مارسوا الرياضة لفترات طويلة، ولم يعودوا لممارستها فإنهم حتما معرضين للبدانة. وأكد أنه في بعض الحالات يتجاوز مشعر كتلة الجسم، أي الوزن بالنسبة للطول ، النسبة فوق 40%، فهنا نلجأ إلى عمل جراحي، أما بالنسبة فوق 35% فهي حالة متوسطة تعالج جراحيا بوجود مرض مرافق كالضغط و الديسك و تنكس مفصل الركبة، وفوق 30% نلجأ إلى العملية، فقط في حال وجود مرض السكر من النمط الثاني فهذه العملية، تعدل نسبة السكر في وتساهم في شفاء المريض.
وأشار إلى أن العمل الجراحي ليس بسحر، لأن العملية الجراحية تتحكم بنسبة دخول الطعام إلى الجسم، وليس بنوعه، فكثير من المرضى أجروا عملية جراحة البدانة، ولكن بعد مرور خمسة سنوات عادوا إلى وزنهم القديم، وذلك نتيجة عدم إلتزامهم بالنصائح الطبية، وممارسة الرياضة، فنوع الغذاء مهم جدا، ويقومون بتناول الوجبات السريعة والحلويات التي تساعد على زيادة الوزن،والقيام بعمل جراحي ثاني يكون وارد جدا، ولكن ليس الخيار الأول، ففي البداية يجب اللجوء إلى نظام حمية، وفي حال عدم الإلتزام قد نلجأ إلى عمل جراحي وذلك عن طريق قص المعدة وتصغيرها.
ولفت د العظمة: إلى موانع إجراء جراحة البدانة ففي حالة وجودها، لا نستطيع أن نجري عملية، بسبب عدم القدرة على التخدير، وإعطاء مميعات للدم، أما بالنسبة للحمل فإن نسبة كبيرة من النساء تعاني من العقم، بسبب البدانة، لذلك تتحسن فرصها بالحمل بعد اجراء الجراحة و التخلص من الوزن الزائد لاننصح بالحمل إلا بعد مرور 18 شهر على العملية، واستقرار الوضع الصحي ويجب استخدام الفيتامينات مع المتابعة الطبية المستمرة. وذكر أن الرياضيين معرضين لمرض البدانة، وذلك بعد الاعتزال عن ممارسة الرياضة، وفي بعض الأحيان قد يلجأ إلى عمل جراحي، لأن الرياضة تساعد على الحفاظ على الوزن والهرمونات، واستقرار وضع الجسم، والحفاظ على كتلة العضلات، ونقوم أحيانا بتقديم حمية غذائية عالية البروتين.
وفي ختام اللقاء وجه الدكتور أنس العظمة كلمة عن مرض البدانة عند الأطفال بأنها ازادات في الآوانة الأخيرة، وهذا يؤثر على الأمور " الصحية، والنفسية، والجسدية، والنمو" والوقاية خير من قنطار علاج، والانتباه على الصحة بممارسة الرياضة الابتعاد عن الجلوس لوقت طويل على الهواتف الذكية، والتشجيع على الحركة، وعدم الخمول، بالإضافة لتغير نمط الحياة،
مثل: تناول وجبات غذائية مفيدة، والابتعاد عن الوجبات السريعة، وممارسة النشاط الرياضي.
من الجدير بالذكر أن الدكتور أنس العظمة تخرج من كلية الطب عام 1992، وهو حاصل على شهادة في الدراسات العليا عام 1996، و شهادة البورد العربي في الجراحة العامة.
بيان قواص