زاد الاهتمام في الآونة الأخيرة بظاهرة انتشار سوء التغذية وعلى الرغم من أن الأطباء وأخصائي التغذية أصبحوا على وعي ودراية كافية بهذه المشكلة إلا إن طرق العلاج والوقاية من هذه الظاهرة مازالت بعيدة عن تحقيق الهدف المرجو منها و لاسيما بالرعاية الغذائية للمريض قبل وبعد العمليات الجراحية، وللحديث أكثر أجرت مجلة زهرة السوسن لقاء خاص مع خبيرة التغذية غنى الروماني والتي بينت أنها تخرجت من جامعة القلمون في عام ٢٠١٢م، وبدأت العمل بمشفى بدمشق عام ٢٠١٤م، بالإشراف على تغذية المرضى بعد جراحة البدانة، أو بما يعرف بالجراحة الاستقلابية، ومن المعروف عنا نحن البشر أننا نأكل حتى نعيش، ولكن بعض الأشخاص يعيشون حتى يأكلون وهذا ما يسبب لهم البدانة والأمراض .
وأشارت أن الهدف من العمل بالمشفى هو الإشراف على تغذية المرضى، خاصة على صعيد الجهاز الهضمي، ونحن كثيرا نهتم بموضوع التغذية بعد جراحة البدانة فهذه المرحلة أكثر عرضة للمضاعفات والمشاكل، وانا بدوري أهتم بهؤلاء المرضى بالذات لأنهم بحاجة لحمية خاصة، بعد هذا النوع من العمليات مثلا: الحمية بعد العملية بجهاز الهضمي وتحديدا عملية قص المعدة واستئصال معدة وعمليات قص المعدة مع تحويل لمسار الأمعاء.
وأوضحت أن الحمية هي عبارة عن حمية سوائل لمدة شهر إلى أن يتعود على الغذاء من جديد، ولماذا نختار حمية السوائل لأنها تعتبر خفيفة على المعدة ولا تسبب مشاكل ولا تأثيرات جانبية ولا ضغط على المعدة.
ولفتت إلى بعض أنواع السوائل التي يمكن للمريض تناولها منها الغنية مرق اللحم أو الدجاج و العصائر الغير محلاة و المشروبات الساخنة بعد العمل الجراحي بأيام قليلة و بعدها السوائل الغنية بالبروتين مثل الحليب و اللبن لكن بعد ٥ أيام من العمل الجراحي لتجنب مشكلة الغازات ومن المشروبات الممنوعة لفترة طويلة هي" الكولا " وكما ذكرت نسمح بشرب السوائل الحليب واللبن والبروتين البودرة ولكن حسب حالة المريض التي تمنح الجسم طاقة متجددة ونشاط، وذلك نتيجة شعور المرضى بأول مرحلة بعد العمليات بالخمول والتعب والكسل والإرهاق وبعد مرور فترة زمنية معينة نسمح بتناول الغذاء، ونمنع المرضى مؤقتا من تناول الأغذية التالية : "البرغل والألياف والخضار والفواكه غير المطبوخة".
أما بالنسبة للمرضى بعد عملية المرارة فقد بينت أنهم يتناولون الطعام المعتاد ولكن بكميات قليلة ومحدودة، ومن جهة الأشخاص الذين يجرون عمليات في المعدة بهدف البدانة فتكون حمية بشكل تدريجي حتى يعودون بشكل تدريجي يأكلون بشكل عادي، فبعضهم يعانون من الإقياء بسبب تناولهم الطعام بسرعة لذلك أريد التنويه أنه يجب تناول الغذاء بهدوء وببطء، ومن حيث المريض الذي يرغب بخسارة وزنه فيجب عليه أن يتناول الطعام بشكل جيد ويمضغه بشكل جيد، فوجبة المريض يجب أن تكون عبارة عن وجبة خفيفة بمقدار صحن صغير مثل : "البروتين والحواضر كاللبنة و الجبنة و البيض المسلوق" وبعد وجبة الفطور بحوالي ساعتين الى ٣ ساعات يجب تناول وجبات متقاربة، ممكن تناول اللبن أو الخضار والفاكهة كوجبة خفيفة وبعد ثلاث ساعات وجبة الغداء وهي الطعام العادي المهم أن تحوي على مصادر غنية بالبروتين مثل "العدس و الحمص والبقوليات و اللحم وغيرها" وقد قدمت أ.الروماني نصيحة للمرضى بتناول الطعام خلال 5وجبات خفيفة على مدار اليوم، فمن الخطر تناول وجبتين فقط" الغداء والعشاء" وهذا يعتبر كثيف و خطر على الصحة، ودائما ننصح بالحمية وتناول وجبات خفيفة أي أخذ ثلاث وجبات رئيسية:" الفطور والغداء والعشاء " يخللها وجبتين خفيفتان.
وأوضحت الفرق بين الدسم النباتي والحيواني، وقالت أنه في زمن الأجداد القدامى كانوا يستخدمون في الطبخ ما يسمى ( ب لّية ) وهي تعتبر أفضل من الدهون و مصدرها حيواني طبيعي غني بالفيتامينات والفيتامين A، وهو جدا ضروري للجسم وللأسف حاليا أغلب الأشخاص تعاني من البدانة التي انتشرت بشكل كبير في مجتمعنا الكبار والشبان وحتى الأطفال، لذلك ننصح السيدات بالطبخ في حال عدم وجود لّية استعمال السمنة الحيوانية فهو مفيد للصحة، وليس السمن النباتي لأنه مهدرج ومضر للصحة ومصنف بأنه من أسوأ الأنواع ويسبب أمراض القلب لذلك ننصح باستخدام السمن الحيواني فهو طبيعي ويجب أن تستخدمه ربات المنازل بنسبه قليلة في الطبخ بمقدار ملعقتين صغيرتين للشخص الواحد، وناحية الزيوت النباتية فإن أفضل أنواعها هو زيت الزيتون.
وكشفت أنه كان مشروع تخرجها عن "زيت الزيتون" وإن أفضل أنواع العبوات لتخزينه، نتيجة الدراسة التي تم الوصول إليها هو" الفخار المطلي" ولفترة طويلة، كما يمكن استخدام زيت الزيتون في الطبخ بكمية قليلة ولكن غير مناسب للقلي، أما بالنسبة لطريقة القلي بزيت "مازولا والذرة" ننصح بطريقة القلي بالفرن وهي طريقة صحية جدا . أما من حيث الأشخاص الذين يعانون من الكولون العصبي ونفخة البطن أشارت إلى عدم وجود حمية ثابتة بسبب اختلاف طبيعة الأجسام ، فهناك أجسام تتحسس من العدس أو البرغل، لذلك دائما نطلب من المرضى الذين يعانون من الكولون العصبي تسجيل الأطعمة التي تسبب الحساسية لهم ولكن الأغلبية ننصحهم بالتخفيف من " البقوليات، الفلافل، الحمص، الفول، العدس، البرغل" ناهيك عن العامل النفسي الذي يلعب دورا كبيرا في التشنج الكولون العصبي، بالإضافة إلى الكثرة في شرب السوائل مثل "الكمون، النعناع و الزهورات".
وفي نهاية اللقاء قدمت أ.الروماني نصيحة لكافة الأشخاص بالإكثار من تناول الخضار والفواكه، وعدم الاعتماد على تناول الوجبات السريعة والجاهزة من السوق" الشيبس البوظة، الهمبرغر، الطعام الجاهز" والاهتمام بنوعية الوجبات ، والابتعاد قدر الإمكان عن الأكلات المصنعة مثلا:" السمن النباتي والبسكويت والشوكولا المصنعة" وان يعتمدوا في غذائهم على المصادر الطبيعية ١٠٠ بالمئة، وأتوجه بنفس النصائح للأشخاص الذين أجروا عمليات، وضرورة الوعي والإدراك الكامل طبعا مع وجود أخصائي تغذية يهتم بالغذاء وبمتابعة صحة المريض.
نجاة عماد رحيم