الإعلامية ربا الحجلي "مناخ العمل الإعلامي يمنع الصحفي من ممارسة دوره كرقيب"
يونس خلف.
كثر الحديث حول توجه الصحفيين للعمل في قطاعات أخرى غير الإعلام وبدت هذه الظاهرة أكثر وضوحاً في انتخابات الإدارة المحلية واللافت هو وجود أسماء من الإعلاميين من لهم حضورهم وكلمتهم ومسيرتهم الإعلامية الغنية، والأمر الآخر هو نجاح عدد غير قليل من الصحفيين في الانتخابات، من هنا كانت هذه الظاهرة موضوع نقاش وحوار بين الإعلاميين أنفسهم لماذا يترك الصحفي منبره ويذهب إلى مكان آخر؟
وهل يمكن أن يكون أكثر تأثيراً وحضوراً وخدمة للناس في مواقع أخرى غير المنابر الإعلامية؟
الزميلة الإعلامية ربا الحجلي ترى أن الموضوع يتعلق بسببين: الأول مناخ العمل الإعلامي الموجود الذي يمنع الصحفي من ممارسة دوره كرقيب و ممثل لسلطة رابعة مُهابة و يحول دون تمكينه أن يضيئ بشكل واضح على التجاوزات الكبيرة التي يضعها هذا المناخ فيتجه ربما لدخول المعترك المباشر عله يصلح ما لم يستطع إصلاحه عن طريق الإعلام أما السبب الثاني: يكتشف الإعلامي بعد فترة من عمله في القضايا الخدمية أنه ربما هناك إمكانية لتحقيق نتائج أفضل بكثير فيما لو تحققت شروط أكثر نضجا و نزاهة في إدارات القطاعات الخدمية وبالتالي يعتقد أنه ربما يحقق فرقاً فيما لو خاض تجربة الإدارة في هذه القطاعات وعادة ما يتخلى الإعلامي عن هذا المنبر حين يشعر بأن دوره كإعلامي ضمن النظام الإداري القائم لم يعد منتجاً ولاسيما إذا تماهت السياسة الإعلامية مع السياسة الحكومية سواء في ممارسة دور موازي و مؤيد لسياسات هذه الحكومة دون الدور الرقابي المفترض أو في دخولها ضمن أنماط إدارية تتقاسم نفس الفساد و البيروقراطية الذي يحول دون أن تكون مؤسسة إعلامية رقابية. وفيما إذا كان من بين الدوافع فقدان الثقة بالعمل الصحفي وجدواه تقول:"حتماً عدم ثقة في جدوى العمل الصحفي ضمن بيئة العمل و ليس اعتراف أن المهنة فقدت فعاليتها و لا يمكن لأي ظرف إداري طارئ أن يؤثر على حضور مفهوم الإعلام كسلطة رقابية مؤثرة و منتجة و دائمًا هناك حاجة لرسم الأفكار و تنظيمها. إضافة إلى أن الظروف المعيشية للإعلامي قد تدفعه للبحث عن صيغ عمل أخرى لكن ولو افترضنا أن هذا الإعلامي يملك من النزاهة ما يكفي هو سيفكر ربما بالعمل في قطاعات أخرى لكن ليس الدخول في معترك الإدارات الأخرى التي تأتي مكاسبها من كم كبير من الفساد والبيروقراطية ، هذا من جهة أما من جهة أخرى فأنا اتفق مع جزء ما جاء في السؤال بأن الإعلامي المخلص يفقد الحماس حين تضيق هوامش العمل الإعلامي الصحيح و حين تحاصره المنظومات الإعلامية المتنفذة."