انتشرت مؤخرا بشكل كبير ومرعب ظاهرة العنف ضد الأطفال والتي تتمثل بإساءة معاملة الأطفال من قبل أحد الوالدين، ما يتسبب بإصابة جسدية، أو أذى عاطفي أو إلحاق ضرر جسيم بصحة الطفل، ويتمثل بالعديد من أشكال سوء المعاملة، بما في ذلك الإهمال والاعتداء الجسدي والاستغلال والاعتداء العاطفي.
وهذا النوع من العنف ضد الأطفال لا يعني فقط العنف الجسدي، حيث يعتبر ذلك شكلاً واحداً من أشكال سوء المعاملة التي يتعرض لها الأطفال ، وقد يشمل العنف ضد الأطفال كلاً من الإهمال و التهديد، والتعامل العنيف، وغالباً ما يحدث ذلك في المنزل من قبل والد أو والدة الطفل، وقد يتعرض الأطفال في بعض الأحيان للعنف من قبل أشخاص آخرين يعتمدون عليهم، مثل العاملين في الحضانات أو المدارس.
أسباب العنف:
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تعنيف الأطفال، حيث لا يوجد تفسير واحد أو بسيط، ويمكن أن تشمل أسباب العنف ضد الأطفال ما يلي:
أولا: العزلة وعدم توفّر الدعم المعنوي لمقدم الرعاية فيما يتعلق بتلبية متطلبات الأبوة والأمومة.
ثانيا: الضغوطات المالية ومخاوف العمل والمشاكل الصحية .
ثالثا: ازدياد استخدام العنف عندما يكون لدى أحد الوالدين نقص في فهم مراحل نمو الطفل وسلوكه.
رابعا: قد يعاني مقدم الرعاية من إعاقة عقلية ينتج عنها رعاية الأطفال بشكل غير مناسب.
خامسا: عدم معرفة الآباء كيفية رعاية أطفالهم، وقد يعتقدون بأنه من المناسب استخدام العنف الجسدي لتأديب أو معاقبة الطفل.
سادسا: تجارب عنيفة سابقة للوالدين في مرحلة الطفولة فمن الممكن أن يكون قد تعرض الأب أو الأم للعنف الجسدي أو النفسي وهم أطفال من قبل أسرهم، مما قد يتسبب في تطوير عقلية معينة لدى الوالدين وإنشاء حلقة عنف يكون ضحيتها الأطفال. نتائج وتأثير العنف يؤثر العنف ضد الأطفال على كافة مجالات التنمية، والتي تشمل التنمية الاجتماعية والسلوكية والعاطفية والنفسية والجسدية، وجميعها مترابطة، مما يجعل للعنف ضد الأطفال تأثير كبير على كل من الطفل والأسرة والمجتمع ككل . وقد يتسبب العنف ضد الأطفال بظهور بعض الآثار الجسدية على الفور، بينما قد يستغرق بعضها شهورا أو سنوات حتى يتم اكتشافها، ومن الآثار الجسدية التي يمكن أن يعاني الأطفال مباشرة الكدمات والجروح وكسور العظام والمشاكل الصحية ونقص التغذية أو حتى الموت، ومن الممكن أن يتسبب العنف بضعف الأداء والمهارات المعرفية لدى الطفل، ويعد التعرض للعنف في مرحلة الطفولة عاملا من عوامل الإصابة بالاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى طوال فترة البلوغ. وأخير ننصح جميع الآباء والأمهات باتخاذ خطوات مهمة لحماية أطفالهم من الاستغلال والعنف، ومنع إساءة معاملة الأطفال في المجتمع، وذلك بهدف توفير بيئة آمنة ومستقرة لهذه الفئة الضعيفة، ويجب إقامة ندوات توعية للأهالي ودورات تربوية للحد من هذه الظاهرة التي تدمر حياة أسر بأكملها.
ملك محمود