تمتلئ الحياة بالتحديات التي تجعل من المرأة قوة و كنزا لا يمكن تعويضه لذا تحتاج الأنثى رغم رقتها إلى التمتع بالصلابة في مواجهة الصعوبات بصفة يومية، فلا يليق بالمرأة الضعف فقد خلقت للثبات والتحدي وضمن نشاطات مجلة زهرة السوسن ودعمها للمرأة باستمرار كان لها لقاء خاص مع إحدى النساء اللواتي تركن بصمة لا تنسى في المجمتع إمرأة من عصر المنافسات، رهنت حياتها للتميز في عملها وحياتها الاجتماعية، طموحة تعتبر النجاح أساس تميزها وتفوقها، وضعت خارطة طريق لتكون في الصف الأول للنساء العاملات، تسلمت بجهودها العديد من المناصب الإدارية وأثبتت أن المرأة شريكة في نجاح أي عمل، وهي الٱن تتسلم مهمة إدارية ومهمة نقابية بنفس الوقت، مدير صندوق التكافل الصحي والاجتماعي في وزارة التعليم العالي، عضو المكتب الفرعي لنقابة المعلمين بجامعة دمشق إنها السيدة سها السرماني.
وأكدت سها السرماني في لقائها مع زهرة السوسن، أن المرأة في المجتمع عندما تصل لأي نجاح يجب أن يكون لديها إرادة ودافع شخصي، كما وأنه يمكن لأي شخص تشجيع المرأة، ولكن إذا كانت لا تمتلك هذه" الإرادة" فلا أحد يمكنه تشجيعها على القيام بما تريد، وقالت إني أرى نفسي كأي إمرأة سورية عاصرت وجابهت العادات والتقاليد لإثبات ذاتها كإمراة عاملة وفعّالة بالمجتمع، ويعود بالفائدة على أسرتي ومجتمعي.
وبينت السرماني أنها بدأت انطلاقة عملها وطموحها بعد الشهادة الثانوية، فهي لا تحبذ المرأة العاطلة عن العمل وقالت:" لقد حصلت على الشهادة الثانوية ودخلت كلية الإعلام، وأثناء دراستي الإعلام حزت على فرصة عمل في الدوائر الحكومية، ولكن والدي رفض الفكرة رفضا قاطعاً كي لا يؤثر العمل على دراستي، ولكني أصررت لإثبات وجودي واستقلاليتي، وأخدت الموافقة منه بالدخول لنطاق العمل بالمقابل قدمت له وعدا بعدم التخاذل بالدراسة" وفعلا منحني العمل حافزا أكبر لاجتياز الدراسة الجامعية بنجاح.
وأضافت مديرة صندوق التكافل الصحي أنها بعد التخرج عدلت وضعها الوظيفي إلى الفئة الأولى وأكملت في العمل الإداري، وكان لديها رغبة كبيرة بعدم منافسة أحد على مكانه، بل منافسة نفسها حتى تصل للأفضل، ولم تنظر أبدا لمكانة أحد ممن حولها بل نظرت له كناجح يمنحها طموحا أكبر للتقدم والتطور بعملها.
وكشفت السرماني أنها إلى اليوم أصبح لديها خدمة عمل مايقارب ال20 عام، مبينة مواجهتها للعديد من الصعوبات بالحياة، استطاعت تجاوزها من خلال ثقتها بنفسها، قائلةً: "لا أعتمد على أحد ولا أحبذ مايسمى بالمحسوبيات أو التوصية من قبل أي أحد بل انطلق من كفاءتي بالعمل ومحبة الزملاء لي ودائما أحرص على أن تكون بطاقتي الذاتية نظيفة، وما أقصده بالنظيفة أي أن تكون خالية من العقوبات والغيابات ومبنية على كفاءاتي بالعمل والخبرات والعلاوات والترفيعات، كما أعتبر الحياة فرص.. وإنني أحب الالتزام بالدوام الرسمي والقانوني، فأنا إمرأة عندما أنجبت طفلي قطعت إجازة الأمومة وعدت للالتزام بعملي، والذي ساعدني في هذا الأمر وقدم لي يد العون وجود والدتي لجانبي، كما ذكرت أنه في الأيام العادية لايوجد أي مشكلة في تأخري عن المنزل والعمل الإضافي إذا اقتضت الحاجة، فأبنائي ومنزلي وأنا بأمان ولا تحدث الخلافات في هذا الإطار إلا عندما يكون هناك تقصير وحجج والاثنان غير موجودان في حياتي، ولا أنكر أن زوجي متفهم جدا لطبيعة عملي، وهو يعمل أيضا بجامعة دمشق.
وأوضحت السيدة سها أنه في مجتمعنا لا يمكن دعم المرأة سوى من قبل نفسها والعوامل الأخرى هي مجرد مساهمة، فإذا كانت المرأة تملك الإصرار لإكمال الهدف الذي تريده، عملت بجد ونشاط لتحقيقه، ومن جهتي لا أميل لأن تترك المرأة وظيفتها من أجل زواجها أو أي سبب آخر، فعلى سبيل المثال: (اعرف عائلة لديهم ابنة متفوقة فضّلوا تزويجها على متابعتها الدراسة لتخفيف الاعباء والمصاريف نتيجة ظروف الحياة القاسية، وبسبب انزعاجي ورفضي للأمر قمت بمقاطعة الاسرة بأكملها بسبب هذا التصرف، وبعد فترة علمت بطلاق الفتاة وعودتها لاسرتها وقامت بإكمال دراستها.) فأنا بالنسبة لي مثلي الأعلى في الحياة "والدي" فهو شخص لديه فكر متحرر ودائما يشجعنا على الدراسة وكان دائما يقول لنا حققوا النجاح،وتفوقوا بدراستكم وبالمقابل سأتغاضى عن باقي الأخطاء وعندما كبرت اكتشفت أن الفتاة أو الشاب عندما ينشغل بالدراسة ويهتم بتحصيله العلمي لايكون لديه أخطاء، وليس لديه الوقت الكافي لارتكابها فالدراسة والعلم هما الحاجز المتين بينها وبين الأخطاء حسب وجهة نظري، ودائما عندما نسلك هدف سنبتعد تلقائيا عن الخطأ.
ونوهت إلى أنه كان لديها رغبه أن تعمل ضمن نطاق شهادتها لكن عملها الإداري أبعدها عن الإعلام، ولا يوجد ما يمنعها للعمل في مجال الإعلام اذا سمحت لها الفرصة، يذكر أن السيدة سها السرماني عملت في البداية مدير مكتب نائب رئيس جامعة، ومن ثم رئيسة دائرة، وتكلفت بمهام أمين مساعد بجامعة دمشق للتعليم المفتوح ثم مدير صندوق التكافل الصحي والاجتماعي بوزارة التعليم العالي وعضو مكتب فرعي بنقابة المعلمين بجامعة دمشق (رئيس مكتب التنظيم).
من جهة الصعوبات بالعمل أكدت السرماني لقد تخطيتها بالهدوء والصبر ومحبتي لعملي، والتعامل مع المجتمع حولي بمحبة وإخلاص، وهذا من واجبي أن أقدم الخدمة بهذه الطريقة للناس من كافة الشرائح من طلاب أو موظفين أو مجتمع خارجي ودائما الموظف يتقاضى أجر من أجل تقديم خدمة للمواطن، وهذه الخدمة يجب أن تقدم بمحبة تعكس شخصيته، كما أنني أعمل بكل محبة وإخلاص وأحب عملي جدا ولديّ الرضا الكامل عن نفسي وعن أدائي بالعمل، وإن جميع الأماكن التي عملت بها تركت أثراً طيباً بالمعاملة الصادقة، فعندما يعمل الانسان بالشكل الصحيح يحصل على النتائح المرجوة والمرضية.
وختمت اللقاء بأن المرأة السورية التي تهز السرير بيمينها مازالت تثبت للعالم أنها قادرة على هز العالم بيسارها، وتستطيع أن تتميز بكل مجالات الحياة وتكون الرافد الأول لنجاح المجتمع بكل أطيافه وأن تطور وتقدم وبقاء المجتمعات مرتبط بالمرأة الواعية المثقفة والقوية، لذا فقوة المرأة وصلابتها هي من أساسيات الحياة لنا جميعاً.
بيان قواص