تحتل شركة الدرة للصناعات الغذائية المرتبة الأولى بين الشركات الغذائية في سورية ، وتعد شركة رائدة في عالم صناعة المواد الغذائية والكونسروة، حيث وصلت منتجاتها إلى الأسواق العربية والعالمية. ولتسليط الضوء على الصناعات الوطنية المحلية، كان لمجلة زهرة السوسن زيارة إلى مقر الشركة في دمشق ولقاء مع مديرها أسامة النن.
بدايةً كان الحديث عن عودة انطلاق الشركة في سورية، التي توقفت بسبب الأزمة التي عصفت بالبلاد عام 2011، مما اضطر القائمين على الشركة إلى نقل المصانع إلى خارج البلاد ولكن مع عودة التعافي التدريجي لسورية، عادت وانطلقت الشركة عام 2018 في مقرها الرئيسي الأول في ريف دمشق، وبعد الانتهاء من إعادة بناء وترميم الشركة عاد الإنتاج عام 2019.
يقول السيد أسامة النن: عدنا وبدأنا من نقطة الصفر بطاقه إنتاجية تصل من 20 الى 30% وعادت الشركة للنمو، وبطبيعة الحال فإن النمو مرتبط بنمو الاقتصاد في البلاد وعدم الربح وعدم الخساره هو ربح بحد ذاته في ظل هذه الظروف. من زاوية أخرى...تحدث السيد أسامة عن منتجات الشركة، فقد بدأت الشركة بإنتاج قمر الدين ودبس العنب ودبس التمر ومع زيادة نمو الشركة وتطورها مع الوقت أُدخلت صناعة المربيات وزيت الزيتون ومعجون الطماطم، إذ يصل عدد المنتجات التي تنتجها الشركه قرابة 130 إلى 140 منتج، وحاليا ادخلنا أصناف جديدة "مايونيز و خردل و صوص البيتزا"فالشركة تغطي قرابة 80% من احتياجات المستهلك ولكن هناك عادات استهلاكية سائدة في المجتمع السوري -على وجه الخصوص- الذي ما زال يحافظ على الصناعة المنزلية لبعض الأغذية ويجد صعوبة في أن يشتريها من السوق، ولكن نحن كشركة الدرة حاولنا نشر الثقافة الصناعية وتغيير العادات الاستهلاكية ونسعى إلى أن نغطي جميع احتياجات السوق والمستهلك.
وعلى المستوى الإجرائي حدثنا السيد أسامة النن أقسام وآلية عمل الشركة، فالشركة مؤلفة من أقسام عدة، كل قسم له مدير إداري مستقل فالتنظيم الداخلي يساعد على ضبط الأمور والسيطرة عليها بدون فوضى فالتنظيم جزء مهم من نجاح الشركة. وعلى الجانب الآخر.. تحدث السيد أسامة النن عن آلية الإنتاج والتصنيع وأنها تخضع للرقابة من وزارة الصحة السورية وهي مصنعة حسب المواصفات القياسية السورية ويوجد مخبر في الشركة لمتابعة كل التحديثات والإضافات التي تُحدثها وزاره الصحة بالإضافة إلى الاتجاه نحو الأتمتة.
ومما لا شك فيه أن اسم شركة الدرة انتشر بشكل واسع وكبير ولم يقتصر الأمر على الأسواق السورية فقط بل تعداها إلى الدول العربية وإلى الأسواق العالمية، فقد صرح السيد أسامة، أن لدى الشركة عملاء فيما يقارب ال 70 دولة وهذا الرقم يعتبر جيد جدا وذلك بسبب الاسم القوي لشركة الدرة فالمستهلك السوري في الخارج ولاؤه قوي لهذا المنتج بسبب الثقة الكبيرة بمنتجات الشركة التي اعتاد عليها منذ وجوده في الوطن.
وتجدر الإشارة إلى الصعوبات التي تواجه الشركة، فقد تحدث السيد أسامة عن تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل جنوني وأصبحت هناك منافسة من دول الجوار، لإن تكاليف الإنتاج في سورية أصبحت الأعلى لكن المنتجات والصناعات السورية الغذائية لها اسم قوي في الخارج، فالمنتج السوري مطلوب للغاية لذلك نتمنى من الحكومة إيجاد الحلول المناسبة لدعم المنتج الوطني وتخفيض تكاليف الإنتاج.
وفي الختام تحدث السيد أسامة عن طموح شركة الدرة: "طموحنا لا حدود له ونعمل على أن تصبح المنتجات السورية الأقوى على المستوى الخارجي وأن نصل بها إلى العالمية، فنحن تهمنا المنافسة في الخارج، فالمنتج السوري هو سفير سورية في الخارج و أي تكريم لأية شركة أو منتج وطني سوري في الخارج هو تكريم لسورية وللصناعة السورية، و أي نجاح تحققه الشركات والمنتجات السورية في الخارج يعود لسورية بالأصل لأن سورية قدمت وأعطت الكثير لإبنائها، فوجب علينا كتجار وصناعيين أن نقف إلى جانب وطننا في محنته وأن نعمل جميعا على إحيائه وإعادة بنائه من جديد فيبقى الوطن هو أصل نجاح كل شركة وصناعي وتاجر.
لقاء: سارة خضير.