مهما كبرنا في السن تبقى الروح الطفولية تداعب أوراق عمرنا الذي مضى ويمضي ، روحها غارقة بالحب وقلبها يحمل في طياته براءة الأطفال ونضج الحكماء ، ترتل الأشعار مرة كطفلة ومرة كأنثى بعمر الياسمين ، وللحديث أكثر عن هذه القامة التقت "مجلة زهرة السوسن" بالشاعرة والكاتبة نائب رئيس فرع دمشق لاتحاد الصحفيين كوثر دحدل.
"طفلة رغم السنين "
ما أزال طفلة
بعشرات السنين
القلب يرفرف
والحب بريء
حنون
أعود مع الربيع
مع كل بزوغ فجر
أتجدد من جديد
ما أزال طفلة
أرمق الجمال
أستشعر بالخيال
أترقب قطرات المطر
وسقوط وريقات الشجر
وأعود مع الفصول
عشتار
أنا موسومة بالحب والعطاء
ومن فؤادي ينبع الكوثر
وبشذا حروفي أدعو للخير والأمل
أنادي بشرائع السماء وبالعقل
ميزان لكل الأمور
تجولت شرقا وغربا
سافرت عبر بحور
خضت الألم
وعبرت ليالي
الأيام و أقتات من النور
بهذه القصيدة بدأت الشاعرة دحدل حديثها "للسوسن"
وقالت: ربما هذه القصيدة تعبر عني تماما، فقلبي بريء مثل الأطفال ، أحب الخير والنقاء والعطاء.
وتابعت بالحديث عن ذاتها وقالت: لدي طموح ورغبة كبيرة بطباعة كتاباتي ، مصدر إلهامي في الكتابة هو الحياة أحداثها واحاسيسي ومواقفي اتجاه هذه الأحداث، كتبت الكثير الكثير المقال بحكم عملي بالإعلام والقصة القصيرة والهايكو والشعر.
وأشارت بالقول : كنت أكتب منذ نعومة أظفاري ،لكني لم أهتم بالأمر كنت اعتبره أمر عادي ، ربما لأني اقرأ كثيرا من طفولتي، ولربما لأن والدي رحمه الله لديه أسلوبا رائعا في الكتابة ، وانطلاقا من كونه مثلي الأعلى في كل شيء. وبالنسبة لمجال عملي في الإعلام صقل موهبتي ودعمها حيث أصبحت الحروف والكلمات طيعة لي اكتب بأسلوب الإعلام السهل ليصل إلى الجميع، وكون نصوصي تحمل أحاسيس صادقة أراها تصل قلوب القراء بسرعة رغم بساطتها ، ويطلق عليها البعض السهل الممتنع ، ولا أنكر أن بعض الأصدقاء دفعوني لنشر كتاباتي عندما اطلعوا على بعضها.
أما من حيث أهم قصيدة كتبتها الشاعرة عبرت عنها بقولها : برأيي هي قصيدة " آه يا دمشق " التي كتبتها منذ سنوات عندما اشتدت الحرب والقذائف على دمشق الياسمين، دمشق العشق والتاريخ.
"آه يا دمشق"
بالحب آه يا دمشق
بالحزن آه يا دمشق
قصة" وعنوانا"
كتبتها آلاف المرات جدرانا"
و أبواب تروي حكايا الزمان
وياسمين تدلى
من أسوار وشتلات حبق تعطر الأيام
جورية ونانرجه
زينت الدار
دمشق يا أم المدائن
ياقصة زمان
عصور وعهود
يا ثورة فكر
على مر التاريخ
أنت الوطن
مطبوعة بكتاب
محفورة بذكريات
أنت النجوى والمنى
دمشق يا فرحة شب وصبية
يا لعبة صغار
وركن كبار
بعد طول مشوار
فيحاء يا قصة عشق
ياهمسة حب رتلها بردى
ياغفوة حالم
يا أمل إنسان
أنت عنوان الشآم.
وأكملت حديثها في ذات السياق: مؤخرا أصبحت غالبية كتاباتي تأخذ طابع إجتماعي إنساني ، منها هذا النص الذي يبحث عن مصدر السعادة واسميته:
"سعادتي "
انتظرت السعادة
أن تأتي يوما
لم أقف في محطة
ولا بحثت بين الأزهار
تخيلتها تمر مع النسيم
تداعب شعري
أو تمسح عيني ترمقني بنظرة
وتسألني هل تأخرت
أجيبها ربما بعض الوقت
لكني لم أعرف موعدا لها
ولا دروب تسلكها
خلتها كالعيد
خلتها فصل أو ترحال
خلتها وخلتها وبعد الخيال
فاجأتني ببريق من قلبي
وبسمة على شفاهي
ببلسمة لموجوع
وملاطفة لمهموم
بحوار يرسم النقاط
فوق الحروف
سعادتي أقرب من
حبل الوريد
اصنعها لا أنتظرها
وأغفو على أمل أن تزيد.
وختمت الشاعرة حديثها "للسوسن" بالقول لا انسى دائما من خلال نصوصي أن ازرع الأمل في نفوس القراء ومن كتاباتي الأخيرة قصيدة بعنوان:
" الليل رواية خاصة "
عندما تنجلي آخر عتمة الليل
وتبزغ خيوط الفجر
ستكون أجمل البدايات عطر حبات القهوة
رغم كل الأشواك
وكل المصدات
رغم العوائق
وكل الصخور
سأطرح الزهور
وعطر الحبور
وأتزين بألوان الربيع
ما دمت بقيت مصرة
أن أنام هادئة واستيقظ
لاستمتع بنهار رائع
مصرة أن أحيا الحياة
كما أريد
ربما إصراري هذا
يجبر القدر أن يستجيب
فالليل رواية خاصة
لكن نهايتها نهار جديد
يذكر أن الشاعرة كوثر دحدل تعمل في وكالة الأنباء السورية سانا منذ أربع وثلاثين عاما ، وحاليا نائب رئيس فرع دمشق لاتحاد الصحفيين لدورة ثانية ، وكل دورة خمس سنوات ، حاصلة على شهادة دبلوم بالإعلام واتبعت العديد من الدورات داخل سورية وخارجها ، متزوجة ولديها ثلاثة شباب.