كيف أتحكم بقرارك دون أن تشعر؟
بداية من يضع الإطار هو الذي يتحكم بالنتائج النهائية، عندما نقوم بزيارة صديق في بيته، يسألك أتشرب الشاي أم القهوة ؟ هنا يستحيل أن يخطر ببالك أن تطلب عصير ! هذا بديهي، ويسمى " أسلوب التأطير " الأسلوب الذي يجعل عقلك ينحصر في إختيارات محددة فرضت عليك لا إراديا ، و أسهمت بمنع عقلك من البحث عن إختيارات أخرى متاحة . البعض منا يمارس ذلك دون إدراك ، و لكن البعض الأخر يفعلها بدهاء و ذكاء . وهنا تكمن القوة الحقيقية عندما نمارس هذا الأسلوب بقصد، أي عندما نجعل الآخرين يختارون ما نريد دون أن يشعرون بذلك أو العكس أن نختار ما يريدون دون أن نشعر. على سبيل المثال الأم عندما تقول لطفلها ، ما رأيك هل تذهب للنوم في الساعة الثامنة أم التاسعة ؟ هنا بكل تأكيد سيختار الطفل الساعة التاسعة ، و هو ما تريده الأم مسبقا دون أن يشعر أنه مجبر لفعل ذلك بل يشعر أنه هو من قام بالإختيار . و نفس الأسلوب نتبعه في الحياة اليومية التي نرسم لها الطريق الذي نريد الوصول إليه، و هذا أسلوب واحد من عدد كبير من الأساليب التي تجعلك لا ترى إلا "ما نريد أن تراه" و هو أسلوب قوي جدا يتبع في قيادة الآخرين ، وذلك من خلال وضع خيارات وهمية تقيد تفكير الطرف الآخر. الخلاصة إنتبوا لكل سؤال موجه لكم ، أو خبر أو معلومة تصلكم ، فإنها قد تسلبكم عقلكم و قراراتكم و قناعاتكم ، و سوف يتم تقيدكم بقرار منكم وبأسلوبهم. أعلموا أنه كلما زاد وعي الإنسان و معرفته ، إستطاعتم أن تخرجوا من هذه الأطر و القيود التي يضعونها لكم. من يضعكم ضمن الأختيار فإنه دوما يتحكم بالنتائج ، فدائما فكر خارج ذلك الإختيار.. !!
ملك محمود