عاد الأطفال في معظم الدول إلى فصولهم بعد تخفيف قواعد كوفيد 19، ووفقاً للتقارير الأخيرة فإن العودة إلى المدرسة تسببت في إصابة العديد من الأطفال بالمرض بشكل متكرر أكثر من المعتاد. وقد ناقش الخبراء العديد من العوامل التي يمكن أن تلقي الضوء على مثل هذه المشكلة
في حين أن الإصابة بالفيروسات والبكتيريا تؤثر في جهاز المناعة لدى الطفل؛ فإن عدم الإصابة بالعدوى على الإطلاق لفترة طويلة قد يكون له أثره السيئ أيضاً، فلقد مر أكثر من عامين منذ أن أصابتنا جائحة COVID جميعاً، وخلال فترات الإغلاق والبقاء في المنزل، لم تُتَح لأجساد أطفالنا فرصة لخوض عملية محاربة الفيروسات بالسرعة الطبيعية، وعندما فتحت المدارس وتم تخفيف القيود الأخرى، تعرضت أجهزة المناعة للأطفال فجأة لقصف هذه العدوى؛ لذا فهم يمرضون بشكل متكرر. ومع ذلك، فإن التعرض المنتظم للفيروسات والبكتيريا هو فقط الذي يساعد الأطفال على تطوير مناعة قوية من جديد، ولكن بما إن الوباء حدَّ من تعرضهم لمثل هذه العدوى؛ فقد جعلهم غير مهيئين لعالم ما بعد الجائحة أو هكذا يبدو. بالإضافة إلى ذلك، في المدارس والملاعب، من المحتمل أن يكون الأطفال محاطين بجزيئات الفيروسات والمواد المسببة للحساسية التي يمكن أن تجعلهم يمرضون بشكل متكرر.
عيوب الحياة الكسولة
الأطفال الذين لديهم أسلوب حياة هادئ وغير نشيط يميلون إلى المرض، وقد يكون اتباع أسلوب حياة غير مستقر خطيراً على الأطفال والكبار على حدٍّ سواء. إنه يعطي الضوء لمختلف الأمراض المزمنة ويزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسمنة. يمكن أن تؤدي قلة النشاط البدني إلى زيادة فرص إصابة الأطفال بالمرض بشكل متكرر. وفقاً لدراسة نرويجية، انخفض النشاط البدني لـ70٪ من الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة خلال جائحة COVID-19 إلى أقل من 15 دقيقة يومياً، وهو ما يتناقض بشدة مع ما تقوله منظمة الصحة العالمية «WHO». وفقاً لوكالة الصحة العالمية، يجب أن يحصل الأطفال في المتوسط على 60 دقيقة من النشاط البدني المتوسط إلى القوي «MVPA» يومياً. لقد أثر التعلم عبر الإنترنت بالتأكيد في النمو البدني للأطفال. كانت هناك دراسات متعددة أظهرت أن الأطفال الذين لديهم أسلوب حياة هادئ وغير نشيط؛ يميلون إلى المرض أكثر من الأطفال الذين يمارسون نشاطاً بدنياً أو يلعبون يومياً. مع استئناف المدارس العادية، من المتوقع أن يستعيد الأطفال توازنهم في الدراسة وأوقات اللعب الروتينية.
مشكلة نمط النوم غير المنتظم
جعل الوباء من الصعب علينا جميعاً مواكبة روتيننا المعتاد بما في ذلك دورات نومنا. وبما أن الحصول على قسط كافٍ من النوم ضروري لجهاز المناعة لدينا. يساعد أيضاً على تجنب ردود الفعل التحسسية الشديدة. على العكس من ذلك، يمكن لروتين النوم غير المنتظم أن يعطل الوظائف الصحية لجهاز المناعة. على مدار عامين، كان الأطفال أيضاً يعانون من فترات نوم غير منتظمة، التي يمكن أن تضعف مناعتهم إلى حدٍّ ما، وفقاً للخبراء.
كيف يمكن للوالدين مساعدة الأطفال؟
يمكن أن يعاني الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة من خمس إلى ست نزلات برد في المتوسط سنوياً، ولهذا السبب إذا لاحظت أن طفلك يعاني من أعراض البرد، فلا داعي للذعر، إليك كيف تتصرفين:
1- إذا ظهرت على طفلك أعراض شديدة، فاستشيري طبيب الأطفال وتجنبي أي مضاعفات من الأمراض التي تنقلها المياه والتيفوئيد والتهاب الكبد.
2 - تأكدي من تعليم أطفالك عادات صحية في المنزل، حتى يتمكنوا من ممارسة الشيء نفسه عندما يكونون في مدرستهم. علِّمي طفلك كيفية غسل يديه بشكل صحيح، وانصحيه بالابتعاد عن الأوساخ والغبار.
3 - من المهم أن تأخذي جدول تطعيم طفلك على محمل الجد. في حال فاتك أي موعد، حددي موعداً من الفور.