كنجمة في سماء بلودان يضيء مطعم مورا ، فالبرغم من تنوع وتعدد المطاعم في المدينة ألا أنه يعد مقصدا للقاصي والداني من مختلف أنحاء سورية والبلدان المجاورة ، عراقته ولقمته المميزة وجلساته العائلية أكسبته تميزاً لا يوصف ، وللحديث أكثر عن هذا المكان الجميل لتقت "مجلة زهرة السوسن" بمدير مطعم مورا نبيه مورا.
صرح مورا قي بداية حديثه للسوسن بالقول: في عام 1965 تم تطوير المطعم إلى شمله الحالي وإخال ماء الشفة إليه من رأس نبع أو زاد بتمويل وجهود شقيقي الدكتور نجيب مورا ، ومنذ ذلك العام إستلم الإدارة شقيقنا الأكبر فريد مورا بالتعاون مع زوجته التي كانت تشرف على المطبخ ،و كانت أعمال التطوير و الترميم تتجدد مع بداية كل موسم .
و بالحديث عن واقع المطعم قال : أنه في السابق كانت مناسيب المطعم ثلاثة ، ووصل عددها حتى هذه اللحظة إلى خمسة والمطعم حالياً يتسع لحوالي 1000 شخص ، وقبل عام 2011 لم تكن لدينا مشكلة عمالة وأغلب العاملين أيدي شابة خبيرة ،مشيرا إلى أن المطعم خلال الأزمة توقف عن العمل لمدة ستة سنوات، ومن ثم أعيد افتتاحه من جديد في عام 2017 لكن بحال مختلف تماماً و بظروف صعبة جدا فأغلب شبابنا خارج القطر ،أو بالخدمة العسكرية، وعلى الرغم من ذلك استطعنا أن نتجاوز هذه الصعوبة.
وتابع مورا في ذات السياق: أنه على الرغم من تعرض مطعم حدائق مورا لأضرار جسيمة جراء الحرب تم إعادته من جديد، وإيجاد حلول إسعافية لتلك الأضرار، وتزويده بعمال من المناطق المجاورة، منوها أن أزمة المحروقات أثرت بشكل سلبي في الوصول إلى مطعم مورا ، حيث أصبح أغلب الزوار من دمشق لقربها من بلودان، مؤكدا أن الإدارة تعمل على إجراء صيانة سنوية لأرضية المطعم، وذلك لأن التربة متحركة تؤثر على مستوى الأرض و ثباتها بنفس الموضع ، وهذه مشكلة تعالج سنويا بشكل متقن و آمن و يتم استبدال البلاط في موقع الصيانة.
ومن حيث المأكولات التي تقدم في مطعم مورا بين بالقول: أنها أطعمة شرقية بالدرجة الأولى وغربية حسب الطلب، تتنوع بين المشاوي والدجاج، والشيش طاووق والكبب بأنواعها "كبة مشوية ومقلية وكبة نية وغيرها "أيضاً المقبلات بأنواعها وجميع أنواع السلطات تبولة وفتوش وسلطة بقلة وسلطة زيتون وسلطة زعتر وجرجير"، كما تشمل المقبلات الحمص والمتبل وبابا غنوج والكشكة، اما الغربية فيتميز المطعم بأشهر الأطباق منها فخذ جيكو وهو عبارة عن فخذة غنم مطبوخة مع البطاطا والأرز ،وكوردون بلو وأسكالوب وكريسبي وكنتاكي وغيرها الكثير.
وذكر مورا خلال قوله : أن مطعم حدائق مورا زارته شخصيات هامة فنية و سياسية ومن رواده القائد المؤسس حافظ الأسد و ضيوفه من رؤساء لدول أخرى كالسادات و الرئيس القذافي و الملك حسين و الشيخ زايد "رحمهم الله" و غيرهم الكثير من الزوار ، وكذلك الشخصيات الفنية مثل دريد لحام و وديع صافي و غيرهم من فنانين كثر، وآخر زيارة كانت للرئيس الدكتور بشار الأسد وأمير قطر قبل الأزمة في سورية.
وبالنسبة للصعوبات فقد أوضح مورا أنها تكمن في صعوبة بتأمين مادة الغاز و المازوت لتشغيل المولدة، فهي مادة شبه مفقودة نقوم بشرائها من السوق الحرة ،وكنا و لازلنا نسعى لتحسين الأطعمة و الحفاظ على الجودة و النظافة ، أما فيما يخص الكهرباء أشار إلى أنه أنه يتم تلافي المشكلة عبر تشغيل المولدات للحفاظ على استمراريتها على مدار 24 ساعة.
وبين مورا أنه نسعي دائما لتحسين المذاق و الارتقاء بجودة الأطعمة، فبعد وفاة فريد مورا رحمه الله بعام 2007 كان التعاون مابين الدكتور نبيه و أخيه الدكتور نجيب لمتابعة المسيرة بنفس الاتجاه والسوية، وحاليا أعمل بمفردي على إدارة المطعم سيما ، وهدفنا ليس الربح إنما تشغيل العمال، وعوائل كثيرة تقتات بعيشها من المطعم .
وفيما يتعلق بارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية أكد أنه يتم دراستها وتخفيضها قدر الإمكان، والمشكلة الحقيقية بوجود نفقات أخرى كالمازوت والغاز وصيانة للمولدات ، وهذا يؤثر على سعر المنتج النهائي، وطبعا أسعار المواد الأولية مشكل أخرى فكل يوم تشهد حالة من عدم الاستقرار، وهناك محاولات عديدة للحفاظ على أسعار مقبولة بحيث يستطيع المواطن أن يرفه عن نفسه ، مبينا ان التكلفة الإضافية سببها الرئيسي هو انقطاع الكهرباء ،وهذا ما يسبب غلاء المنتج ،و غلاء المازوت وتأمين صيانة للمجموعات عدا عن ذلك قدمها واستهلاكها الدائم .
وختم الدكتور نبيه مورا حديثه للسوسن قائلا : الكادر الإداري للمطعم استطاع حتى اليوم أن يحافظ على الخدمات الجيدة للزبائن ،والنظافة التامة ، ويرحب بكافة الزوار والسياح من كل أنحاء سورية والعالم . يذكر أن مطعم مورا عاصر ما يقارب التسعة عقود زمنية منذ عام /1933/ م ، و كان المطعم في ذلك الحين عبارة عن منتزه وبستان يتوسط الطبيعة، ما يميزه الهواء البارد في فصل الصيف، ويعد مقصد للعائلات ، ومنهم من يأتي بحاجياته من مأكولات و شراب ليقضوا فيه أوقاتهم ،وتم تحديثه وتزيدوه بالكراسي والطاولات الخشبية، كما تم تطويره ليصبح عبارة عن شجر وخيم من القش والقصب.
سارة خضير