مهما كنت تفعل من فضائل وأفعال جيدة، فإنك سوف تتعرض لإساءة ناقل الكلام، ويقول فيك ما ليس فيك، عندما ينقل أحدهم الكلام بين الأشخاص، فأنه بهذا يفسد الود، بينهم ويثير الخلافات والفتن في المجتمع، فهذه ظاهرة تعد من العادات اليومية عند البعض، لا يقدرون على التراجع عنها، فقد أصبحت من العادات المسلم بها في مجالسهم، حيث إنها لا تحلو جلساتهم دون القيام بنقل الكلام والغيبة والسخرية من الآخرين، ويفعلون هذا بهدف رواج الحقد والكراهية بين الأشخاص والتفرقة بينهم.
هذه العادة السيئة لها أثارها السلبية، وذلك لأنها تؤدي إلى القضاء على التماسك الاجتماعي، كما أن نتيجة لنقل الكلام السيء بين الناس تكثر الخلافات الأسرية، وتفترق العائلات، ويؤدي الأمر إلى قطع صلة الرحم.
عندما نتحدث عن "القيل والقال" هو الجانب الموجب الأكثر انتشارا والذي يمتد ليشمل تلك الأحاديث التي نبدأها : "بيقول لك" أو "سمعت اللي حصل"، أو نشر الشائعات عن، أو تناقل الأحاديث عن الآخرين في محل العمل مع الجيران.. وغيرها ، هناك بالطبع تلك الحالة من النميمة التي تتضمن نشر الكلام بين الناس لغرض الإفساد والإيقاع بينهم .
تناقل الشائعات وأخبار الآخرين كسلوك إنساني لا يزال موجودا عبر آلاف من السنين من تاريخنا، وفي كل الثقافات دون استثناء، بل أصبحت أكثر انتشارا بوصولنا للعصر الرقمي وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، هنا لا بد أن نسأل: لماذا يحب الناس نشر الشائعات وأخبار الآخرين كسلوك يومي معتاد رغم كل ذلك؟ أليس من المفترض أن نتوقف عنه؟، ما الفائدة؟، وكيف يمكننا أبطالها؟؟، أسئلة كثيرة تنتاب أفكارنا ولا نجد لها أي تفسير.
لذلك ننصحك بألا تلتفت إلى ذلك الإنسان الذي يتتبع أحوالك، و أن يعرف أهل البيت أنك على خير، وأن يعرفوا حقيقة هذا الشخص الذي ينقل عنك أمثال هذا الكلام، والإنسان إذا كان يدرك أنه لم يقع في الخطأ، فإنه لا يبالي بكلام الآخرين، و ألا ترخي أذنا وتستمع للنمامين، ولا تهتم وتغتم بكلامهم، طالما كنت على خير، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يدخل الجنة نمام"
ملك محمود