2024/10/22 -
أيام على النشر

"حتى الحرب في أوجها أخلاق" هذا ما قالته الشاعرة عمران وعبرت عنما حصل في الكلية الحربية بحمص

للشعراء مكانة قوية في المجتمع مهما حاول البعض التقليل منها في أي مكان أو في أي زمان! فنجد دائما ان للشعر وللشعراء حضورا قويا ومهما في الأحداث التي تحصل على جميع المستويات وبمختلف المواضيع وذلك بالتعبير عنها بكلمات وصور ابداعية ترسمها وللحديث أكثر التقت مجلة زهرة السوسن بالأديبة والشاعرة نرجس عمران قالت في بداية حديثها يختلف تأثير الاحداث الجسام مقارنة بالإنسان العادي نظرا لكون الشَّاعر ابن البيئة التي يعيش فيها وابن الواقع وابن الحياة فهو يتأثر بمجرياتها قطعا لأنَّها تعنيه بتفاصيلها فهي حياته وظروفه ويومياته فمن الطبيعي جدا أن يتأثر الإنسان بمحيطه ،وذلك نظرا لكون الشَّاعر هو كتلة من المشاعر فإنَّ درجه تأثره تبلغ حدا يحرك فيه أصابع الإبداع حزنا، أو فرحا المهم أنه قادر على أن يترجم تأثره هذا بنص أدبيٍّ نثريٍّ أو عمودي أو حتى محكيّ ، أو غنائي وأحيانا يكون نصا بدويَّا ، هذا يتعلق بمقدار تأثره أولا وبنوعية الإلهام ثانيا وثالثا يتعلق الموضوع بثقافة الشَّاعر ذاته ،وهنا نجد الفرق بين تأثر الشَّاعر وبين تأثر العامة من النَّاس، فالنَّاس عندما تتأثر بموضوع معين نجدها تعبر عن مشاعرها بطرق التعبير المتاحة للجميع، وهي الحزن أو البكاء أو الصُّراخ أو الضَّحك أو الرقص أو غيرها .. من أساليب تعبير قد تكون خاصة بكلِّ فرد فالبعض يلجأ إلى تناول الطَّعام حين يحزن ،والبعض الأخر يلجأ الى الرِّياضة حين يغضب والبعض قد يلجأ إلى الوحدة والانعزال وغيرها وكلِّها تتعلق بتكوين الشَّخص النفسي والجسدي.

وتابعت في ذات السياق أما الشَّاعر فهو يعبر بقلمه عن مَشاعِره ومشاعر غيره ،فكلُّ ما ولج روحه من عواطف وخالجها من أحاسيس هو قادر بنعمة منَّ بها عليه الله عزَّ وجلّ وهي نعمة الشِّعر ،أن يجعل الأحاسيس والمشاعر نصا أدبيا جميلا يريح روحه عند كتابته ويريح أيضا أرواح كلِّ من شاركه في هذا الإحساس وكلّ من قرأ هذا النَّص ،وهذه حقيقة ًهي غايَّة ساميَّة من الشِّعر ،أن نلامس أرواح الأخرين فيرتاحون عند قراءة أحاسيسهم مسبوكة مسكوبة على الورق ولم يستطيعوا فعل ذلك بأنفسهم ، هذا الأمر جدا يسعدهم لكونهم وجدوا من عبر عنهم واستطاع إيصال خوالجهم للعلن ،فعلى سبيل المثال : (وردة جميلة تهب عليها الرٍّيح فتحركها ) ،هو أمر عادي جدا قد لا يحرك في بعض النَّاس أيَّ إحساس ، ولكن البعض الأخر قد يرى فيه جمالا فيسبح بحمد الله ويشكر خلقها ،و البعض مثلا كالرَّاسم سيعبر عن هذا المنظر وإحساسه به بلوحة رائعة يرسمها ويتفنن بها ،أما الشَّاعر فسيترجم أعجابه بهذا المشهد أبياتا شعريَّة ما قد تذكره الرائحة بعطر حبيبته،أو جمال الزَّهرة سيذكره بجمالها أو المشهد برمته سيعيده إلى موقف ما أو حادث ما ألخ وهنا أيَّا كان إحساسه هذا ستنتفض لديه بوادر الإبداع لتخلق نصا شعريَّا يعبر فيه عن درجة تأثره.

وأكدت عمران أن للشِّعر رسالة سامية على الشَّاعر أن يكون مستعدا وجاهزا لصوغها ،وإيصالها للجميع ،وأن يكون على أتم وجه وبكلِّ مصداقيِّة فيجب أن لا يكون حبُّه للحبيب فقط هذا الحبيب يجب أن يكون الوطن يتحدث عنه عن أمجاده عن تاريخه وعطاءاته ،ويتحدث عن الاوضاع فيه عن الظلم الذي تعرض أو يتعرض له هذا الوطن وأبناء هذا الوطن ،وخاصة حين تكون الأحداث جِساما ،والوقائع كبرى يجب أن ينتفض الشَّاعر بقلبه وعقله ،ليقف إلى جانب وطنه بسلاحه، وهو القلم ، ويمتشقه في ساحاته، وهي: المنابر والصُّحف وفي يومنا هذا أصبحت السُّوشال ميديا من ساحات القلم, و هي وسيلة ناجعة في إيصال الكلمة ونقل الشُّعور ووصف الحالة ،وما حدث بالأمس من فاجعة تعرض لها شبابنا وذويهم من غدر هو عمل خسيس بفعل جبَّان غدَّار ،تعرض لمحرماتنا بإساءة لاتغتفر فكما استنفر الرَّصاص في الوغى يستنفر القلم ليكون الشَّاعر جنبا الى جنب مع الجندي ،وربَّ كلمة جارحة، وربَّ كلمة نافذة، وربَّ كلمة تحث على النضال ،وربَّ كلمة تحث على الصَّبر ،وكلُّه واجب على أبناء الوطن كلن حسب استطاعته ،ويجب أن يتناول الشَّاعر كل موضوعات الحياة ويلقي الضَّوء عليها ، كأن يدعو للسَّلام ونبذ الحروب كأن يمدح بحسن الخصال وضرورة التَّحلي بالأخلاق الحميدة وغيرها الكثير من موضوعات يجب أن تتناولها رسالة الشَّاعر، والتي تساهم بشكل كبير في تطوير المجتمع والأفراد أحيانا كثيرة كضرورة التعلم ونبذ العصبية والصَّحة الجسدية، والأشعار الدينية والاهتمام بالنظافة وغيرها الكثير، والدليل ما زالت أشعار سليمان العيسى راسخة في ذاكرتنا منذ الطفولة وكم تعلمنا منها ؟!:..

وبينت أن تأثر الشَّاعر يعظم بعظمة الحدث وعمق الإحساس به فكيف إذا كان هذا الحدث متعلقا بالوطن ؟! وبأبناء الوطن وجند هذا الوطن ونساء ورجال هذا الوطن ،وهي كلُّها خطوط حمراء يسوء أيَّ سوري شريف أن يتم التعرض لها فكيف إذا كان شاعرا ؟! سيتدفق فيه إلهام الألم وتنبت على لسانه كلمات من الوجع ويستمد حرارة حروفه من حميَّة النبض ،أجل هنا يبدو الموضوع وكأنَّه شيء اضطراري ،أو غايَّة ملحّة تجعله يعطيها الأولوية ،لتنساب أشعاره بشتى المعاني ، تعزيز الحميّه والغيريّة وحبُّ الوطن والتنديد بأيّ وبكلّ سلوك مس محرامته بأذى إنهَّه العرض والعرض غالٍ نبذل له الغالي والنفيس، ونشهر أسلحتنا لحمايته ، وسلاحنا هو القلم ورصاصتنا هي الكلمة.

وأوضحت عمران قائلة: قد تجاوز ألمي كلَّ ألم فأنا لست شاعرة فقط ،أنا أمٌّ فقدت زوجها وأخوها وأبوها وأختها بسبب هذا المؤامرة اللعينة التي تعرض لها بلدي سورية لذلك أنا أكثر من غيري أعرف معنى الفقد، وتلسعني نيران الموت هكذا كارثة لا تستقبل أبدا ،هي فعل جبناء فرض علينا بفعل غادر وخائن رفضناه ونرفضه، ونحن نؤمن ونسلم بأنَّنا منذورين للوطن وأرواحنا وأرواح أبنائنا رخصية له ليبقى حرَّا أبيَّا كريما شامخا كما استلمناه من أجدادنا سنسلمه لأبنائنا ،وقع هذا الحدث على روحي كالصاعقة أحسست أنَّ جسدي كلُّه يبكي فالحادث مؤسف ،شباب بعمر الورد تحمموا وتعطروا وترتبوا وذهبوا ليتخرجوا بصحبة أهاليهم وذويهم لكن فرحتهم لم تكتمل لقد أقسموا اليمين وفي اللحظة ذاتها وفوا به .. فتخرجوا شهداء يا لحرقة القلب ؟! الأمهات والأهل والإخوة أرادوا التماس بعض الفرح فلم يجدوا الإالموت بأبشبع فعل غادر ،هذا الحدث ذكرني بما لا أنساه أبدا ذكرني بأخي الذي أسر أثناء قيامه بواجبه في حماية الوطن منذ سنوات بعد حصار دام طويلا أعاده الله لنا سالما معافى وبأقرب وقت هو وكلُّ أسير وإذا كان قد نال الشَّهادة فرحمة الله عليه .

وتابعت ... أحسست بالأسى والأسف والقهر .. الحقيقة كان مزيجا من مشاعر يدعو إلى الانفجار ،اضطررت إلى تخفيف ضغطه من خلال كتابته وفعلا كتبت عدة نصوص أولها ما نشرته (رحمة للشُّهداء وحبُّا لسورية )و لقد قلت كلمة فيما كتبته في نصي الأدبي النثري رحمة لأرواح ابطالنا العسكريين والمدنيين في الكلية الحربية بحمص ،قلت عبارة لايفهمها الخائن ولا الغدار (حتى الحرب في أوجها أخلاق ) ، فرحمة الله على شهداء سورية وشهداء الكلية الحربية ومنَّ علينا بالنصر العاجل والقريب يارب.

وذكرت عمران خلال حديثها : الحقيقة الشَّاعر هو كتلة مشاعر لكن بعض الأحداث قد تكون فوق طاقته ولا يمكنه استيعابه، أو لا يملك قدره على التحمل فهو إنسان أولا وأخيرا ،لذلك يشعر في مثل هذه الحالات بالعجز عن القيام بأيَّة ردة فعل، يشعر بالعجز أحيانا عن الكتابة، وكأن الحروف ضاعت منه وتخذله يمينه ، لكنني أراه عجزا مؤقتا لا يلبث أن ينهض أقوى ،ويستوعب الحدث ويدرك فداحته فيأتي بما لا يتخيل أنه قادر عليه أحيانا أنا أحس أنني لا أقوى على الكتابة ،وأن اللغة خذلتني والإلهام تبرأ مني ولكن بالمقابل أرى النتيجة بعد انقضاء الذهول ،رائعة جدا بمعنى مؤثرة وبليغة وأجدني أتساءل هل حقا أنا كتبت هذا الجمال كلَّه ؟! وبلغت هذا العمق ووصلت إلى هذا الحد من التعبير.

وختمت عمران بالقول: بدأت الكتابة الجديَّة للشعر مع بدايات الأزمة لأنني أحسست بمسؤلية تجاه بلدي وحقيقة يجب أن أنقلها للعالم من خلال متصفحي وعالمي الأزرق ،وشيئا فشيئا بدأت أحسُّ بالرَّاحة النفسيَّة بعد كل نص أكتبه وكأن الشِّعر كان لي علاجا ودواء وسيما وأن الأحداث تسارعت جدا والفقد كان كريما معي والفراق سخيَّا والموت لم يكن رحيما أبدا ،قد أتاني بسلسلة متواصلة ،وكأنه أحب دياري فنزل فيها أو كان يعاودها كل فترة وأخرى ليأخذ من الغوالي غاليا ،مابين أخٍ وزوج وأبٍّ وأختّ و... لذلك كانت أشعاري في أغلبها وطنيَّة للوطن والشُّهداء والسَّلام.

زهرة السوسن

مواضيع ذات صلة

لقاءات وحوارات

رغم ما عانته من صعوبات شركة ماستر تحقق نقلة نوعية بعالم المشروبات الغازية

تستمر شركة ماستر الرائدة في عالم المشروبات الغازية بتصنيع منتجاتها وفق المعايير القياسية وتحقق نقلة نوعية على الرغم مما عانته من صعوبات خلال الأزمة على سورية، حيث اسهمت في عملية التنمية الاقتصادية من خلال متابعة بالعمل

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

شركة الدرة تعود من جديد و "النن "بدأنا من نقطة الصفر بطاقه إنتاجية تصل من 20 الى 30%

تحتل شركة الدرة للصناعات الغذائية المرتبة الأولى بين الشركات الغذائية في سورية ، وتعد شركة رائدة في عالم صناعة المواد الغذائية والكونسروة، حيث وصلت منتجاتها إلى الأسواق العربية والعالمية.

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

التقينا مع طبيب الأسنان د.رشاد محمد ثابت مراد أستاذ جامعي في جامعة دمشق صيدلي وطبيب أسنان

الطب مهنة عظيمة مفعمة بروح الإنسانية، وتمنح لصاحبها الكثير من الهيبة والوقار، لأنّ الطبيب يخفف من آلام الناس كما لو أنه بلسمٌ للشفاء، للاستفادة أكثر التقينا مع طبيب الأسنان د.رشاد محمد ثابت مراد أستاذ جامعي في جامعة دمشق صيدلي وطبيب أسنان مختص بالادارة والصحة العامة يشغل منصب سفير في المجلس العالمي لزراعة الأسنان ICOI في سوريا بالإضافة الى منصب نقيب أطباء الأسنان من ٢٠٠٦ الى ٢٠٢٠ ومدير سابق لصحة الفم في وزارة الصحة

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

آريانا المجموعة الشعرية الثانية للشاعرة (هديل سلاّم) تبصر النور قريباً

إذا لم تحاول أن تفعل شيئاً أبعد مما قد أتقنته، فأنت لن تتقدم أبداً ، فمن سمو أخلاق المبدع: أن يقوم بنشر خفايا تجربته، وتعليم غيره، وفتح آفاق الإبداع أمامهم. فإذا أردت أن تكون متميزا ، فلا بدّ وأن تكون جريئاً، عندما تتعود العادات الحسنة، فإنها سوف تصنعك ،حينها تتعدد المؤهلات ولا تحكم على المواهب بمؤهلاتهم، ولكن تحكم من خلال استخدامهم لتلك المؤهلات

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

العمل وخدمة البلد من أولوياتها "هديل خلوف " مثال المرأة السورية بالإرادة والنجاح

يتطلب دور المرأة في المجتمع الحديث ثقة بالنفس، وسموا في الطموح والأفكار، بالإضافة إلى المبادرة، والمواظبة، والرغبة الكامنة في العمل والإنجاز والإبداع، فالمرأة هي الأم والقائدة القادرة على تربية شباب وشابات المجتمع

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

قلبها طفولي لم يكبر يوما الشاعرة كوثر دحدل تمتلك ملكة الشعر منذ نعومة أظفارها

مهما كبرنا في السن تبقى الروح الطفولية تداعب أوراق عمرنا الذي مضى ويمضي ، روحها غارقة بالحب وقلبها يحمل في طياته براءة الأطفال ونضج الحكماء ، ترتل الأشعار مرة كطفلة ومرة كأنثى بعمر الياسمين ، وللحديث أكثر عن هذه القامة التقت "مجلة زهرة السوسن" بالشاعرة والكاتبة نائب رئيس فرع دمشق لاتحاد الصحفيين كوثر دحدل

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

التحكيم الخاص ومدى أهميته في وقتنا الراهن و "رغداء قوجة" التحكيم ثورة علمية فكرية حضارية مطلوبة في كافة المؤسسات

لكل شيء بداية وأن تقف سوريا مكتوفة الأيدي أمام التطور القانوني بمجال التحكيم العربي والدولي، هو أمر لا يتفق مع دولة كانت ولازالت من أوائل الدول العربيه التي امتلكت نظاما تشريعيا قانونيا متطورا وخاصة أن التحكيم أصبح نوعا من الصناعة له أنظمته وقوانينه

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

الشاعر "ديب النوح "يحاكي الواقع مترجما" الإنجيل" لقصائد نبطية

يستوحي الشعر النبطي اللهجة العامية، والأسلوب البسيط في سرد القصص، ونشر الحكمة وتوثيق سيرة الأحداث القديمة، ويشهد هذا الشعر حالياً إعادة إحياء الكتاب المقدس "الأنجيل "بنبطية جديدة تحاكي ما حدث في سورية خلال السنوات الأخيرة

أيام على النشر
أيام على النشر

لقاءات وحوارات

المبدعة ليلى رزوق تحاكي الطبيعة والحياة.. بمنحوتات ورسومات تترجم روحها بفن مطلق

الفنان يولد وينشأ في إطار إجتماعي معين له تذوقاته الخاصة، والحقيقة، أننا لا نستطيع عزل الفن عن البيئة، لأن كل منهما يؤثر بطريقته على الآخر، فالفنان شخص يمتاز بسرعة التقاطه وتفسيره لما التقطه،

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

تحلق مابين النثر والرسم وتمزج بينهما بأسلوب مختلف سلمى صوفاناتي موهبة متوارثة

الجمع ما بين النثر وفن الرسم معادلة صعبة تحتاج إلى رؤيا إخراجية لأنها تجمع مابين متناقضين ، فالتحليل صفة بارزة عند الكاتب والتركيب صفة تميز الفنان، ولهذا فإن فن الكاريكاتير، يوظف الجمع بين المتناقضين بأسلوب ساخر "الأسلوب السهل الممتنع"

أيام على النشر

لقاءات وحوارات

ليلى يوسف فنانة بعمر الياسمين .. تبدأ برسم سكتشات سريالية وتكشف قريباً ستكون مادة تصويرية ضخمة بعمل فني مميّز في أوروبا

الطموح هو طريق النجاح، ولكن الإستمرار هو العربة التي تسير بها عليه ،والتحدي من الصفات الإيجابية في حياة الإنسان

أيام على النشر

تابع أحدث التحديثات

احصل على نسختك الجديدة من المجلة
فقط قم باضافة البريد الالكتروني الخاص بك